التعليم الهجين قضية مطروحة على ساحة النقاش في مصر ولاسيما في المجتمع الجامعي، بوصفه سياسة تعليمية تم تبنيها مؤخرًا بالتزامن مع وجود أزمة کوفيد 19، وأثارت هذه القضية عدة من التساؤلات تختص بمدى جاهزية المؤسسات الجامعية؛ تکنولوجيًا، ومدى استعداد منسوبي المجتمع الجامعي؛ معرفيًا وثقافيًا، فضلا عن المقومات الاجتماعية والثقافية في خارج المجتمع الجامعي، لاسيما مع التطبيق السريع نسبيًا ؛ وعلى الرغم من أهمية هذا النظام بوصفه مطلبًا وتغييرًا محمودًا؛ لحل عدة من مشکلات التعليم العالي، ومواکبة التطور في استراتيجيات التعليم والتعلم على مستوى العالم إلا أن المشکلة تکمن في أنه لم يکن خيارًا حرًا ومدروسًا بما يکفي، بل فُرض بوصفه حلًا لأزمة هددت استمرارية دور الجامعة المهم، وفي فترة زمنية حرجة ولم تکن المؤسسات الجامعية مستعدة للتطبيق بشکل متساوي، وبالمستوى المطلوب
وتهدف الدراسة إلى رصد الفرص المتاحة والتحديات الاجتماعية والثقافية التي تواجه التعليم الهجين في مؤسسات التعليم العالي للتعرف إلى الحاجات والحلول اللازمة لتحسينه من أجل تجويد العملية التعليمية عن طريق تقصي تجربة جامعة الإسکندرية، وتقصي رؤية منسوبيها من هيئة التدريس والطلاب.
 والدراسة استکشافية تحليلية؛ ارتکز الإطار النظري على کل من نظرية الحاجات، ورؤى العالم، والتفاعلية الرمزية، واعتمدت النتائج على دراسة ميدانية، وصُممت استبانتين إلکترونيتين وفق برنامج Microsoft form  استهدفتا هيئة التدريس والطلاب بجامعة الإسکندرية، کما أجريت مقابلات جماعية مع بعض الطلاب، وأخرى متعمقة مع بعض الخبراء التنفيذيين، وجاء التحليل يزاوج بين الکم والکيف. وخلصت الدراسة إلى تأکيد النظر إلى تطبيق التعليم الهجين في مصر بوصفه واحدًا من ميکانيزمات التکيف الاجتماعيّ والثقافيّ مع أزمة فيروس کوفيد 19 المستجد، وعدم اکتمال مقومات التعليم الهجين في مؤسسات الجامعة ولدى منسوبيها، وأنه على الرغم من أن التوجه نحو التعليم الهجين بمثابة فرصة لتطوير العملية التعليمية وحل مشکلة الکثافة العالية للطلاب، فقد واجه التطبيق عدة من التحديات المشترکة بين الطلاب وهيئة التدريس اختصت بالمنظومة الإدارية والأکاديمية، والتکنولوجية، فضلا عن البعدين الاجتماعي والثقافي داخل المجتمع الجامعي وخارجه، وشملت الحلول المقترحة  العناصر ذاتها، واشتمل استشراف مستقبل التعليم الهجين عدة من الرؤى والأفکار المتصلة بالتعليم عن بعد.