يکمن الهدف الرئيسي للبحث الراهن في الوقوف على صور تجديد الخطاب الديني الإسلامي الرقمي عبر وسائل الاتصال الإلکترونية، ومدى تأثير تلک الصور التجديدية في مواجهة خطاب الکراهية المؤدي إلى بروز ظواهر العنف والتطرف والإرهاب. وقد انطلق البحث من مجموعة من الموجهات النظرية، تتمثل في: نظرية أفعال الکلام، والأطر الإخبارية، بهدف تحليل وتفسير العلاقة بين تجديد الخطاب الديني والقدرة على مواجهة ظاهرة العنف والتطرف. ولتحقيق الهدف العام للبحث، اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي، استنادا إلى طريقة تحليل المضمون للخطاب المنشور بالموقع الالکتروني لمرصد الازهر الشريف واستراتيجياته؛ باعتباره الأسلوب المناسب في تحليل وفهم النصوص في إطار سياقها العام، حيث اتجهت الباحثة إلى تحليل مضمون عدد (36) مقال من المقالات المنشورة على صفحة مرصد الأزهر الشريف لمواجهة التطرف، في الفترة الزمنية من يناير2018- حتى نوفمبر2019. وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها: أوضحت الدراسة التحليلية أن قنوات الاتصال الحديثة والمنصات الرقمية ووسائل الإعلام وشبکات التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل الاتصالية الفعالة وقدرتها على نشر خطاب ديني متضمن لمعلومات وأفکار تسهم في تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف والکراهية. وأکدت بيانات الدراسة اهتمام صفحة مرصد الازهر الالکترونية بالأطروحات التي تتناول نظرة الغرب للإسلام والمسلمين وقام المرصد بالترکيز على دور التنظيمات المسلحة ودورها في استقطاب الشباب في المجتمع، وتوضيح دور المؤسسات الوطنية في محاربة العنف والارهاب. واتضح قدرة المنصة الالکترونية على نشر المعرفة بصحيح الدين، والتعريف بحقائق الإسلام، وخصائص الدين الإسلامي: کالاعتدال، والوسطية. کما تبين قدرة الخطاب المنشور على البوابة الرقمية للأزهر على توضيح الفروق بين الخطاب الديني وبين الخطابات الأخرى: کالخطاب الاجتماعي، والسياسي وقدرة الخطاب الديني المنشور وفعاليته في تأصيل القيم الاجتماعية الإيجابية.