البحث يتناول روافد البطولة وتشکيل صورة البطل في شعر مهيار ، ذلک الشاعر الذي عاش في فترة الخلافة العباسية التي تلتقي فيها الحضارات والثقافات على اختلافها، ، کابن الرومي وغيره من الشعراء. والذي دفعني لاختيار هذا الموضوع أمران، أما الأول: فمعرفة کيفية تشکيل مهيار الفارسي المسلم لصورة البطل في شعره، وخاصة أن الساحة الأدبية تخلو من هذا الجانب في شعره، والدراسات التي قامت حول شعر مهيار لم تتناول تلک القضية – في حدود علمي- فقد دارت هذه الدراسات حول شعر المناسبات عنده، أو دراسات تتناول الجانب الوجداني في شعره، أو التناص في شعره إلى غير ذلک من الموضوعات التي لاتمس صورة البطل وتشکيلها. وأما الأمر الثاني، فيتعلق بقلة الدراسات بشکل عام لشعر مهيار إذا قورن بنظرائه من فحول العصر العباسي، مثل:
الشريف الرضي، البحتري، وابن الرومي، والمتنبي وغيرهم، على الرغم أن عدد أبيات ديوانه تأتي في المرتبة الثانية بعد ابن الرومي، حيث وصلت بناء على إحصائية مقارنة قام بها الدکتور عبد اللطيف عبد الحليم إلى
( 22515) بيتا.
وقد اعتمد البحث على الاستقراء، لديوان مهيار، کإجراء يتبعه اختيار الشواهد التي تصلح أن تکون نطاقا للبحث وتظهر فيها ملامح البطل، وکذلک کاشفة لعناصر الصورة الفنية فيها.
ويقع هذا البحث في تمهيد ومبحثين، يسبقهم هذه المقدمة، ثم خاتمة بنتائج البحث، على النحو التالي: تمهيد: يتناول المقصود بالبطولة عند الشعراء العرب.کما يتناول إلقاء الضوء على شخصية مهيار وأثر طبيعته المغتربة والمزدوجة الولاء على شعره. والمبحث الأول بعنوان: روافد البطولة في شعر مهيار. والمبحث الثاني بعنوان: تشکيل الصورة الفنية فيشعر البطولة عند مهيار. ثم خاتمة بأهم نتائج البحث، وقائمة بالمصادر والمراجع والفهرس.