من منظور ميتا نقدي يهتم هذا البحث بالتعرف على جانب النقد الاجتماعي في النظرية النقدية للجيل الأول من رواد مدرسة فرانکفورت، من خلال التعرف على آليات الممارسة النقدية الاجتماعية عند أهمهم: "ماکس هورکهيمر" و"ثيودور أدورنو" و"هيربرت مارکوزه" و"ڤالتر بنيامين"؛ إذ يتتبع هذا البحث الدوافع وبواعث التأسيس لنقد اجتماعي في النظرية النقدية، وتوابع المستجدات الحداثية على رؤية رواد هذه النظرية النقدية لفرضيات النظريات التقليدية، مثل تصورات الفکر المارکسي، والتحليلات الحضارية الفرويدية. ومن ثم يستخلص البحث التصور الحداثي النقدي الاجتماعي الفرانکفورتي لتلک النظريات، والتعرف من خلاله على الأفکار والممارسات والتصورات التي رفضها النقد الاجتماعي في النظرية النقدية، وجمَع الحجج لدحضها. وقد شملت تصورات النقد الاجتماعي الفرانکفورتي المجالات الاجتماعية والثقافية، العامة والذاتية واللغوية، التي يُعنى بها هذا البحث من منظور ميتا نقدي، يقوم على أساس البحث فيما وراء الممارسة النقدية أکثر مما يبحث في عمق التشابکات الاجتماعية؛ فهذا البحث ضمن مجال النقد لا الاجتماع، إلا أنه لا يعني إلا بجوانب النقد الاجتماعي في النظرية النقدية. ويتحدد هدفه في تحليل فرضيات الفکر النقدي الاجتماعي للنظرية النقدية، والتعرف على آلياته في تتبع تلک الفرضيات، ومن بعد تقييمه تقييمًا ميتا نقديًّا، وأخيرًا البحث في إمکان -وکيفية- الإفادة منه في مجالات النقد بوجه عام، کون الممارسة النقدية تستحوذ على الاهتمام الأکبر في تحليلات رواد النظرية النقدية.