Subjects
-Abstract
يمثل التراث الحضاري لأي أمة قاعدة مشترکة لدى أبنائها ؛ لما يتضمنه من رموز حاضرة في ثقافتهم العامة؛ لذلک يعد جزءًا لا يتجزأ من تکوين المبدع النفسي والثقافي، ومکونًا من مکونات تجربته الإبداعية. ولقد أجمع المهتمون بنشأة التاريخ وتطوره، " أن العرب قبل مجيء الإسلام لم يکونوا بعيدين عن التاريخ بمعناه الاصطلاحي، وإن کان لکل منطقة من بلاد العرب القديمة طريقتها وتاريخها الخـاص بهـا، بعضه مدون أو منقوش والبعض الآخر شفهي. وقد بدأ التاريخ منذ العصور القديمة، ممتزجًا بالخرافة والأسطورة ،وکانـت غايته التسلية، ومع مرور الزمن أصبح يمثل منهجًا مستقلًّا للوصول إلى الحقيقة .
يمثل التراث الحضاري لأي أمة قاعدة مشترکة لدى أبنائها ؛ لما يتضمنه من رموز حاضرة في ثقافتهم العامة؛ لذلک يعد جزءًا لا يتجزأ من تکوين المبدع النفسي والثقافي، ومکونًا من مکونات تجربته الإبداعية. ولقد أجمع المهتمون بنشأة التاريخ وتطوره، " أن العرب قبل مجيء الإسلام لم يکونوا بعيدين عنالتاريخ بمعناه الاصطلاحي، وإن کان لکل منطقة من بلاد العرب القديمة طريقتها وتاريخها الخـاص بهـا،بعضه مدون أو منقوش والبعض الآخر شفهي(1). وقد بدأ التاريخ منذ العصور القديمة، ممتزجًا بالخرافة والأسطورة ،وکانـت غايته التسلية، ومع مرور الزمن أصبح يمثل منهجًا مستقلًّا للوصول إلى الحقيقة .
والتاريخ ليس سردًا للأحداث کما هي، لکنه إعادة صياغة الأحداث من منظور السارد / المؤرخ ، فالکثير من الأخبار وإن تعلقت بشخصـيات تاريخيـةفهي تخضع أثناء روايتها لخيال الإخباري"يحملهـا الـولي والعـدووالصالح والطالح ،وهي مستفيضة في الناس لا کلفة على سامعها من العلم بتصديقها "(2) ، حيث يأتي السارد/ المؤرخ ليجعل من التاريخ نصًّامحکومًا برؤيته في نقل التجربة المعيشة في الزمن الماضي وإعادة صياغتها مرتبًا الأحداث تبعًا لمنظوره، وبما يتأتى له من عبقرية الحکي والإخراج، وتحويلها إلى ما يشبه المرويات؛ مستندًا إلى الطبيعة السردانية للزمن، حيث " کل سيرورة زمنية لا يعترف لها بهذه الصفة، إلا بقدر ما هي قابلة للحکي بطريقة أو بأخرى "(3) ؛لأن زمن الخطابلا يخضع لتسلسل منطقيللأحداث فعملية الکتابة تفرض على الکاتب بأن يوقف زمنًا حدث ليتحول إلى الکتابة في زمن آخر وقع في الوقت نفسه أو قبله أو بعده ،کما تفترض أن هناک متلقيًا يؤول تلک الأخبار ويشارک فيها، فيعيد صياغة مفهومها بذاته تبعًا لمستواه الفکري؛ ليصل الماضي بالحاضر والغيري بالذاتي؛ومن هنا تنشأ جدلية العلاقة بين السرد والتاريخ، بين الواقعي والمتخيل.وتظهر هندسة السرد والتي يلجأ فيها السارد إلى ألوان من الحرکة فيقدم ويؤخر، ويتخطى ويتراجع، ومع ذلک لن يستطيع الهروب من خطية الزمان وجبرية المکان. وکأن السارد حين يشرع في الحکي يختار لنفسه السبيل الذي يکسب أخباره/ قصصه التشويق الأقصى، فيجعل لها تواليًا خطيًّا، أو دائريًّا، أو ما يشاء من الأشکال؛ لذلک فالکتابة التاريخية، تتعامل مع المرکب الزمني کمکون معرفي؛ حيث يزاوج الراوي بين سلطة التاريخ کخطاب عايشته الجماعة البشرية، وبين مکوناتسردية تعيد تشکيل الواقع تشکيلًا له فضاءاتهفي مساحة مشترکة أساسها معرفة السارد بالأحداث التاريخية، وبدراسة زمن الحادثة وزمن السرد، وبالکشف عن الأحداث تظهر براعة السارد في إيصال فکرته بطريقة فنية .
ولذلک سوف نتناول البنية السرديةفي "الأخبار الطوال للدينوري". لکن قبل ذلک سوف نعرض أسباب اختيار موضوع البحث، ثم نتحدث عن أهمية البحث، يلى ذلک التعريف بالمدونة وصاحبها، ثم التعرف على بعض المصطلحات المهمة في دراساتنا.
(1) انظر:شاکر ،مصطفى،( 1983م)،التاريخ العربي والمؤرخون(ط3)،ج1،بيروت، دار العلم للملايين.، ص 52.
(2 الحصري ، إبراهيم( 1993م)، جمع الجواهر في الملح والنوادر، تحقيق: رحاب عکاوي ،(ط1)، لبنان، بيروت، دار المناهل ، ص14.
(3) عبد المسيح، ماري تريز،( صيف/ خريف 2005م)،القراءة التاريخية للنصوص وکتابة النصوص التاريخية، مجلة فصول، الهيئة العامة للکتاب، القاهرة، عدد (67)، صـ174.
DOI
10.21608/jfafu.2021.177751
Keywords
البنية السردية, "الأخبار الطوال", للدينوري
Authors
Last Name
رشاد حسين عبد الجواد
MiddleName
-Email
manal197427@yahoo.com
City
-Orcid
-Article Issue
العدد 2 (اللغويات)
Link
https://jfafu.journals.ekb.eg/article_177751.html
Detail API
https://jfafu.journals.ekb.eg/service?article_code=177751
Publication Title
مجلة کلية الآداب جامعة الفيوم
Publication Link
https://jfafu.journals.ekb.eg/
MainTitle
البنية السردية في "الأخبار الطوال" للدينوري