يعيش الإنسان في الزمان والمکان معا ، ويکون لهما الأثر الجلي في فهمه العالم ، وتکوين أبجديته الخاصة عن الأشياء والأحداث بين جدران مجتمعه ، وحين يطلق المبدع موهيته للتعبير عما يريد ، يبدو تلک الأثر في عمله دونما شک ، ومن م ، کان مصطلح " الزمکان " يحمل الکثير من أدوات قراءة أي نص ، وانطلق القارئ هنا من شتائية : النص المتلقي ، التي تمنح القارئ القدرة على التنقيب بحرية في لب النص ، وأسراره بما يتصل به کقارئ أيضا ، يقدر لا يقل عن الاتصال بالنص ذاته ، وبما لا يعني أن النص معنی واحدا يبحث عنه ، بل بما يؤکد أن القراءة إيداع ؛ إذ تبدو حرکية القراءة هنا باعتبارها إنتاجا جديدا للنص ؛ جوهره هو تجارب القارئ وثقافته ، لا بوصفها إعادة وأجترار لما قيل فيه من قبل ، وجاء اختيار النصوص بما يحقق التنوع في الإبداع ، ومرجعيات الثقافية والإنسانية واللغوية ، وهو ما يعني ثراء القراءة لا سيما حين تضاف إليها مرجعيات المتلقي ، وخصوصيته التي لا بد من حضورها بقوة في مثل هذه المواجهة ، والتي انطلق منها المتلقي ؛ للبحث عن اجتماعية الذات بين إرهاصات الزمان والمکان في النصين ، لتقديم رؤية نقدية بوصفها موازنة بين نصين ينتميان إلى ثقافتين مختلفتين لا يمکن أن يتطابق فيهما مفهوم فکرة الزمکانية التي لا يخلو منها نص نص للشاعر العربي المخضرم ابن مقبل ، والآخر للشاعر الإنجليزي ريتشارد بوفيز من خلال استخدام جماليات التلقي .