يتناول هذا البحث دراسة الفکر التربوي الشيعي عند مرتضی مطهري من خلال کتاب داستان راستان " ( سیر الصادقين ) ، وقد اتبعت فيه المنهج الوصفي والمنهج التحليلي النقدي التحليل وشرح ونقد هدف کل قصة يتناولها الشيخ في کتابه محل البحث أما عن أهمية دراسة موضوعات الکتاب ، فإنها تهدف إلى تأصيل هذه القيم الأخلاقية والتربوية في أجيال المستقبل ؛ فالشيخ مرتضی مطهري هو عالم دين وفيلسوف إسلامي ومفکر کبير وإحيائي صاحب مشروع ، وفقيه ملتزم ، وفيلسوف يعيش هموم الأمة وآمالها ، ويعد من المجتهدين والمضطلعين في علوم التفسير ، والفقه ، وأصول الدين ، والفلسفة الإسلامية وکان من أوائل المؤيدين والمناصرين لثورة السيد الخميني ، واستلهم منه التهذيب وتزکية النفس ، والاهتمام بشؤون المجتمع والاهتمام بإصلاح حالة الأمة . ولذلک کان في کل مؤلفاته وأعماله العلمية والعملية مهتما بتحقيق ما يصبو إليه من إصلاح وإحياء ، ويعد الشهيد مطهري من أولئک الدعاة الذين نذروا أنفسهم لإصلاح المجتمع الإيراني مبتدئا بإصلاح المفاهيم ومحاربة الانحرافات الفکرية کمقدمة ضرورية لإحياء الدين في المجتمع . فقد استطاع الشيخ من خلال کتابه داستان راستان " ( سير الصادقين ) محل البحث جمع قصص الصادقين و الأخبار من کتب التاريخ والسير والتراجم ، وقد اختار الشيخ في مؤلفه هذا أسلوب القصة ، لما للقصة من واقع کبير في النفس الإنسانية ، ولما لها من تأثير فعال على القارئ المسلم الذي تطبع قصص أبطال الإسلام في ذاکرته ، فيهتدي بها ولما لها من سيرة الأئمة الأطهار وصحبة الأبرار أسوة حسنة . وقد استنتجت من هذا البحث على الرغم من تنوع مضامينه أنه ذو هدف واحد ألا وهو خلق الشخصية الإسلامية الملتزمة التي تلتمس منارات الهدى والإصلاح في طريقها الشائک الطويل ، ولابد لهذه الشخصية أن تتزود بالتقوى ومکارم الأخلاق ، والترفع عن الصغائر ، والعفو عن المسيء ، ومقابلة الإساءة بالإحسان ، والتواضع حتى تصل إلى الهدف المرجو .