العلم في واحد من تعريفاته هو دراسة ذات موضوع معين له طريقة ثابتة للوصول إلى طائفة من المبادئ، والقوانين تنصب على القضايا الکلية والحقائق العامة، المستمدة من الوقائع والجزئيات. لذا فإن المنهج يشکل رکيزة مهمة من الرکائز الأساسية التي يرتکز العلم عليها للوصول إلى الحقيقة أو البرهنة عليها من خلال هذه الطائفة من القوانين والنريات التي تنتج لنا في نهاية الأمر تفسير الوقائع والجزئيات.
ولما کان للمنهج تلک الأهمية بالنسبة للعلم إذ بدونه يصبح جسدًا بلا روح، والعلماء المسلمون أدرکوا تلک الحقيقة فجاءت نتائجهم العلمية على درجة عالية من الدقة والموثوقية؛ بل إن إنجازاتهم جاءت نبراسًا مضيئًا لمن تلاهم من العلماء. لذا رکز البحث على دراسة المنهج عند العلماء والمهندسين المسلمين في علـــم الحيـــــل أو "الميکانيکا" أحد العلوم التطبيقية. والعالم "أبو العز إسماعيل الجزري" کان أبرز علماء هذا العلم بما قدمه من إنجازات علمية، وابتکارات ميکانيکية.
وقد قسمت الدراسة إلى أجزاء على النحو الآتي:
الجزء الأول: علم الحيل عند المسلمين: المعنى والتاريخ.
- معنى علم الحيل لغة واصطلاحًا، وموقعه في تصنيف العلوم.
- الجذور التاريخية لعلم الحيل.
- العلماء والمهندسون المسلمون السابقون على الجزري.
الجزء الثاني: العلم والمنهج عند "الجزري".
- الجزري حياته ومؤلفاته.
- العلم عند الجزري وکيفية تناوله للنص العلمي.
- المنهج الذي اعتمده مثل ( المنهج التجريبي – الاستنباطي – التمثيلي)