کثيرة هي البحوث التي تناولت الأفعال الکلامية عموما، والأفعال الإنجازية خصوصا، في حين ندرت تلک الدراسات التي ترکز على تعديل القوة الإنجازية من حيث کنهه، ولماذا يُلْتَجَأُ إليه؟ وما علاقته بالمصداقية؟ وإلى مَنْ أو إلامَ يتوجه؟ وما آلياته الإجرائية ووسائله؟ لهذا جاء البحث ليتناول "تعزيز القوة الإنجازية في کتاب "بنية العقل العربي"، لمحمد عابد الجابري؛ ليجيب على تلک التساؤلات، في محاولة لاستنطاق إحدى أبرز الکتابات الفلسفية في الثقافة العربية؛ للتحقق من فرضية قابلية الخطاب الفلسفي للدراسة اللغوية، وتطبيق المفاهيم التداولية عليه. مثله في ذلک مثل الخطاب الإبداعي الأدبي تماما بتمام، وللکشف عن مظاهر تطويعه اللُّغَةَ، وأدواتِها الخطابية بالعدول عن درجة الحياد التعبيريِّ (الدرجة الصفر)، إلى درجة التعزيز.