تتناول هذه الدراسة فرقة أو مذهبًا فلسفيًا من الفرق أو المذاهب الإسلامية الکلامية، وهي فرقة الإباضية؛ فهذه الفرقة التي خلقتها وصنعت وجودها الاختلافات السياسية، والصراع حول الحکم، وأبرزت دورها، فکانت هي من الرکائز الأهم في التأسيس للفرق الکلامية، بوصفها من أقدم الفرق، التي بنت رؤيتها وعقيدتها الدينية، من خلال الهيمنة العربية على مقاليد الصراع والحکم، وتهميش الأمم الأخرى، أو الموالي، الذين اعتنقوا الإسلام، وکشفت الدراسة عن ارتباط المذهب الإباضي بعلاقات واضحة بالمذاهب والفرق الأخرى. وتهدف هذه الدراسة إلى الکشف عن الأصول الفکرية للمذهب الإباضي، ودوره في الفکر الإسلامي، وعلاقته بالتيارات الأخرى والمذاهب التي اتفق معها واختلف، وکيف کانت نظرة علماء الإباضية للخلافات السياسية، التي نشبت في مطلع تأسيس الدولة الإسلامية، ودورهم في إرساء علم الکلام. وقد اعتمدت الدراسة المنهج التحليليّ الفلسفي، للوقوف على البنية الفکريَّة والثقافيَّة للفلسفة الإباضية بصفة عامة، وأصولهم الفکرية السياسية بصفة خاصة، ومدى تطورها وفقًا للواقع التاريخي. وجاءت الخاتمة، لتبرز دور المذهب الإباضي في التأسيس لرؤية جديدة في الفکر الإسلامي، وتاريخ الفرق الکلامية، والسعي في استغلال الحوادث التاريخية من أجل تأکيد رؤيتهم.