الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين وبعد ،،، فليس من شک ، أن الأسرة هي اللبنة من البنات المجتمع ، التي تتکون من مجموعة من الأسر پرتبط بعضها ببعض ، ومن الطبيعي أن البناء المکون من البنات ، يأخذ ما لهذه البنات من قوة أو ضعف ؛ فکلما کانت اللبنات قوية ، ذات تماسک ومناعة ؛ کانت الأمة المکونة منها کذلک قوية ذات تماسک ومناعة ، وکلما کانت اللبنات ذات ضعف وانحلال ، کانت الأمة کذلک ذات ضعف وانحلال ولقد شهدت حياتنا الاجتماعية في الآونة الأخيرة تغيرات مذهلة ، وقد کان من بين تلک التغيرات ما أحدثته دعوات تحرير المرأة في مطلع القرن العشرين ، وما ترتب عليها من أثر بالغ في انتشار ظاهرة المرأة العاملة أو الموظفة ؛ وقد أحدثت هذه الظاهرة کثيرة من المتاعب الزوجية التي تهدد أمن کثير من العائلات والأسر ، وتزعزع هدوئها ، وتهدد استقرارها ؛ وذلک بسبب الخلاف السعر حول مدى أحقية الزوج في إلزام زوجته العاملة بالمشارکة براتبها أو بعضه في أعباء الحياة الزوجية . ومن الجدير بالذکر أن أحد الفقهاء القدامى لم يعالج هذه القضية لاستحداثها وبروزها مؤخرا ، فجاء هذا البحث في محاولة من الباحث لتحقيق ، مجموعة من الأهداف ، لعل من أهمها : تسليط الضوء على جانب مهم من جوانب إدارة الأسرة في الشريعة الإسلامية ،ومحاولة سد ذريعة من ذرائع الشقاق والتفکک الأسري ، وحسم الخلاف والنزاع من خلال بيان آراء الفقهاء في هذه النازلة الفقهية ، وتسليط الضوء على بعض موجبات السکن والاستقرار الأسري .