اهتم رضا شاه بتأسيس جيش يحقق أهدافه ، ويذود عن حدود إيران أمام هجمات الطامعين والانفصاليين ، ولکن مع اجتياح قوات الحلفاء للبلاد أثناء الحرب العالمية الثانية ، انهار الجيش سريعا ، وعقب عزله وتولى ابنه محمد رضا شاه ، وانتهاء الحرب ، وانسحاب قوات الحلفاء المحتلة لإيران ، أدرک محمد رضا شاه أهمية بناء جيش عصري ، يحمي البلاد داخليا وخارجيا ، فأنفق بسخاء على بنائه وإعداده ، وعقب تولي الدکتور محمد مصدق رئاسة الحکومة الإيرانية ، وتأميمه للنفط الإيراني ، لم تقبل القوى الغربية بالأمر ، وقررت التخلص منه ، ومن ثم دبرت بريطانيا وأمريکا انقلابا عسکريا أطاح به ، وساهم الجيش الإيراني بالدور الأکبر في نجاح الانقلاب ، والإطاحة ب " مصدق " . نظرا لارتباط الشعراء بأحداث مجتمعهم ، فقد ألقت تلک الأحداث بظلالها على الشعر الفارسي ، ومن ثم عبر الشعراء عن مجرياتها ، وتناولوا ما تعرضت له إيران منذ الاحتلال أثناء الحرب العالمية الثانية ، مرورا بحرکة آذربايجان الانفصالية ، وقلاقل واضطرابات حزب توده ، کما تطرق الشعراء الانتفاضة ۳۰ تير التي اندلعت دعما ل " مصدق " في مواجهة الشاه ، وتحدثوا عن شهداء تلک الانتفاضة ، وتعرضوا لدور الجيش في الإطاحة بمصدق ، ذاک الحدث الذي انعکس على الشعر والشعراء الذين تناولوا أحداث الانقلاب ونجاحه ، ثم محاکمة مصدق وأعوانه ، وأخيرا حالة الانکسار والهزيمة التي انتابت الإيرانيين ، وفي طليعتهم الشعراء جراء سقوط محمد مصدق ، وحکومته.