يتناول هذا البحث قصيدة تنتمي زمنيا للعصر الأموي ، من خلال منهج جديد ، ولا شک في أن دراسة النص القديم من زاوية جديدة أو باستخدام منهج بحثي جديد بعد نمطا مهما من أنماط الدرس النقدي ، هذه القصيدة هي همزية ابن قيس الرقيات التي قالها في مدح مصعب بن الزبير ، نعالجها من خلال المنهج الحجاجي ؛ محاولين أن تلج عالم النص الکشف عن آليات الحجاج ووسائله المتنوعة ؛ لبيان مدى فاعلية الحجاج في بنية النص الشعري . تنبع أهمية هذا البحث من أهمية موضوع هذه القصيدة ، وهي مدحة قالها الشاعر في مصعب بن الزبير ، محاولا بها أن يقنع الرعية أن مصعبا أحق بالخلافة من الأمويين ، وهي تعد من قصائد الولاء السياسي ، ويسعى هذا البحث إلى تحقيق عدة أهداف ، منها الکشف عن آليات للحجاج في قصيدة ابن قيس الرقيات ( الهمزية وکيفية توظيفها في عملية الحجاج ، وسوف يعتمد هذا البحث على المنهج الحجاجي في معالجة القصيدة محل الدراسة ، ولا توجد دراسات سابقة تناولت هذا الموضوع ، ويقع هذا البحث في مقدمة وتمهيد وقسمين ، فالمقدمة احتوت على التعريف بموضوع البحث وأهميته وبيان أهدافه ، والمنهج المتبع ، والدراسات السابقة ، وتقسيم البحث وخطته ثم جاء التمهيد ليعرف بالشاعر وقصيدته وموقفه السياسي من الحرکة الزبيرية والأمويين ، وتناول القسم الأول من البحث حديثا موجزا عن الحجاج لغة واصطلاحا ، والنظرية الحجاجية وأصولها عند العرب القدماء ، والمحدثين ، ثم کان القسم الثاني تحليلا للقصيدة وفق معطيات المنهج الحجاجي ومن أهم نتائج البحث أن الشاعر ابن قيس الرقيات استطاع أن يحشد آليات عدة للحجاج تمثلت في بنية الخطاب الحجاجي المنطقي الفکري ، وبنية الخطاب الحجاجي التداولي ، وبنية الخطاب الحجاجي البلاغي ، ولکل بنية منها أدواتها ووسائلها المهمة في عملية الحجاج .