الملخص " شعرية تيار الوعي في رواية "اللص والکلاب"

لم يعد الوعي في الدراسات الأدبية الحديثة، مجرد محاکاة للواقع التقليدي، أو حتى انعکاس لقضايا الواقع الخارجي، بل تخطى هذه المرحلة ليکون الانبعاث النفسي العفوي لمخزون الذکريات هو محور الارتکاز في العمل الفني، وهذا ما اصطلح على تسميته تيار الوعي.
وفي الحقيقة فإن مصطلح تيار الوعي خاص بعلماء النفس، حيث ابتدعه عالم النفس وليام جيمس " “William James في کتابه مبادئ علم النفس. ثم انتقل المصطلح إلى عالم القصة الحديثة، کتقنية حديثة في تحليل الأعمال الفنية بخلفية نفسية، أسس لها علم النفس التحليلي على يد فرويد.وانتهى روبرت همفري إلى أن تيار الوعي" يستخدم للدلالة على منهج في تقديم الجوانب الذهنية للشخصية" وننتقل إلى رواية اللص والکلاب موضوع البحث، بدأ محفوظ يکتب اللص والکلاب محاولا إيجاد التوازن بين الحقيقتين الداخلية والخارجية. وتوالت الدراسات النقدية التحليلية لهذا التوجه الحدثي في روايات محفوظ. وکان اهتمام هذه الدراسات ينصب على دراسة تيار الوعي وآليات محفوظ السردية.
وهذا البحث يقترب من الدراسات السابقة لتيار الوعي، بصورة مغايرة فهو يبحث في جماليات شعرية رواية اللص والکلاب . وقد انطلقت هذه الدراسة محاولة أن تتناول جانبا من الجوانب التي تتماس فيها رواية اللص والکلاب مع الشعر.
وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة، المبحث الأول بعنوان: تماس تيار الوعي مع تفعيلات الخليل. وقدمت فيه بعض مشاهد تيار الوعي بلغة وکلمات موزونة على بحور الخليل. أما المبحث الثاني بعنوان: التکرار ودلالاته في الخطاب السردي.. أما الخاتمة فتضمنت أهم النتائج المتحصل عليها. وقد اعتمد البحث على المنهج الاستقرائي لتحديد النماذج نطاق الدراسة، والمنهج الأسلوبي مع الاستعانة بالمنهج التحليلي.