الجنس غريزة أودعها الله تعالى في جل مخلوقاته لبقاء النوع، بيد أن الإنسان کرّمه الخالق تعالى بالعقل، وفرض عليه حدودا لتهذيب تلک الغريزة، ومع ذلک انحرف بعضهم بغريزته، وبمرور الزمن تعددت صور العلاقات الجنسية المحرّمة؛ حتى سجلت معدلات عالية في مجتمعاتنا الإسلامية، وأصبحت من القضايا الشائکة التي تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، الأمر الذي يتطلب دراستها في ضوء الشريعة الإسلامية.
والعلاقات الجنسية المحرّمة من الفواحش الدينية والاجتماعية المنکرة، التي تتسبب في مشاکل وأضرار متعددة (خُلقية ونفسية وصحية)، تهدد الأمن المجتمعي بشکل کبير، الأمر الذي يتطلب دراستها من الناحية الشريعة، والوقوف على دواعيها وأسبابها الحقيقية، ومعالجتها معالجة دينية صحيحة، مع بيان الإعجاز التشريعي للحدود الخاصة بهذا النوع من العلاقات، مع تصحيح مفهومنا الخاطئ عن نظرة الشريعة الإسلامية للجنس، الذي نقل إلينا عبر العادات والتقاليد البالية.
وقد قمت في هذا البحث بتعريف العلاقات الجنسية المحرّمة، وبيان أنواعها وصورها، وخطورة کل صورة منها على الأفراد والمجتمعات، مع ذکر عقوبتها الشرعية. ثم تکلمت عن دوافع هذه العلاقات وأضرارها الصحية، وأتممت البحث ببيان المنهج الإسلامي في تقويم العلاقة الحميمية بين الزوجين، وقد تمت معالجة البحث على ضوء الدراسة الموضوعية، التي تربط المصادر التشريعية بمشاکل المجتمع الذي نعيش فيه وقضاياه.