يرصد هذا البحث دراسة جانباً مهماً للثورات والحرکات التمردية ، وهو تعامل السلطة الإسلامية الحاکمة معها ، بالمقارنة بين ثورتين قامتا في عهد أسرتين حاکمتين ، أما الثورتين فالأولي ثورة قام بها النصاري القاطنين في منطقة البشمور الساحلية في شمال مصر بين فرعي النيل دمياط ورشيد في عام 216هـ /831م ، والثانية قامت بها عدد من النصاري المستعربين الذين ظلوا علي دينهم وعاشوا في ظل الدولة الإسلامية في بلاد الأندلس في عام 235هـ /850م وسميت بحرکة الاستشهاد .
أما عن السلطتين ؛ الأولي کانت الدولة العباسية التي حکمت العالم الإسلامي ما يزيد عن خمسة قرون ، والثانية الدولة الأموية التي حکمت بلاد الأندلس - بعد سقوطها في المشرق علي أيدي العباسيين عام 132هـ /750م - من عام 138/756م واستمرت حتي عام 422هـ / 1031م .
والدراسة المقارنة هنا ترصد کيفية تعامل السلطة العباسية في مصر مع أهل البشمور في ثورتهم ، وتعامل السلطة الأموية في بلاد الأندلس مع أرباب حرکة الاستشهاد والمتعصبين لها .