ملخص البحث:
يلقي هذا البحث الضوء علي إشکالية: کيف يلتقي العقل والمادة؟ کيف يمکن تفسير العلاقة بين العقل والجسد؟, وما طبيعة العلاقة بين العقل واللغة؟ وما دور نظرية الخيال المعرفي في الفهم اللغوي؟. من خلال تبني الفيلسوف عددًا من الرؤي الفلسفية المختلفة ومنها المذهب الطبيعي المتعالي ونزعة الغموض الجديد. يعتقد ماکجين أن الحيرة الفلسفية تجاه بعض القضايا الغامضة - مثل المعني ومشکلة العقل والجسم وحرية الإرادة - وغيرها من الإشکاليات الفلسفية المهمة تنشأ فينا بسبب القيود المحددة لقدراتنا المعرفية وليس بسبب غموض طبيعة هذه الإشکاليات. وتعتبر الفلسفة هي محاولة للخروج من البنية التکوينية لعقولنا. إن الواقع نفسه طبيعي تماما ولکن بسبب حدودنا المعرفية لا نستطيع اثبات هذا المبدأ الأنطولوجي العام, تعيق بنيتنا المعرفية قدرتنا على معرفة الطبيعة الحقيقية للعالم الموضوعي, وهذا ما أطلق عليه النزعة الطبيعية المتعالية.
يضيف ماکجين المعني باعتباره من القضايا الفلسفية الغامضة التي يمنعنا تصميمنا المعرفي من فهمه, ويعتقد أن النفس والوعي والمعنى تقليد فلسفي تتشابک فيه هذه الفئات بشکل لا ينفصل, حيث يرى أن النفس المصدر الأصلي للمعني وحالات الوعي الأداة الرئيسة له والقصدية نتاج الذوات الواعية. هذه القضايا الفلسفية الثلاث غامضة ويرجع ذلک إلي عدم امتلاکنا عقلا ذو قدرات معرفية مطلقة, ولکننا نمتلک عقلا له قدرات معرفية لا يستطيع تجاوزها, وهذا يماثل ما قد ذهب إليه کانط حينما أقر بوجود عالمين وهما : عالم النومينا أي عالم الأشياء في ذاتها ذلک العالم الذي يتجاوز ويتعالى على قدراتنا المعرفية وعالم الفينومينا أي العالم الخارجي المحيط بنا والذي يخضع لقدراتنا العقلية المعرفية, إذن هناک حدود وقدرات للعقل البشري لا يستطيع تجاوزها.