ان الحديث عن الموت ليس بالشىء الهين فهو حقيقة صعب تناولها, بل ان الاصعب هو تناولها على خشبة المسرح .و رغم ذلک فان هناک کاتبين قد تناولاه في مسرحيتين تحملان عنوانين متقاريبين هما : ايونسکو في مسرحيته (الملک يموت) و صلاح عبد الصبور في مسرحيته (بعد ان يموت الملک). هل يا ترى هذا التشابه فى العنوانين هو محض صدفة ام انه مقصود؟ ما اوجه التشابه و اوجه الاختلاف بين هاتين المسرحيتين من حيث الأسلوب و الشکل و النهاية الفريدة لکلتيهما المسرحيتين؟ يجب الاشارة الى أنه من ضمن اهداف هذا البحث هو ابراز مدى اهيمة مسرح صلاح عبد الصبور و عمقه, و عقد مقارنة بينه و بين مسرح ايونسکو من حيث تناول فکرة الموت و مفهومه عند کليهما. ان الکاتبين قد اصرا على ان يظهرا بطريقة او باخرى داخل العمل المسرحى کما سنوضح فى البحث ليقوما بتوجيه الرسالة نفسها و هى أننا جزء من الجمهور الذى يحاول مواجهة الموت دون خوف او رهبة.