هذه الدراسة بعنوان: "البنية الإيقاعية في شعر الطبيعة، شعر الصَنَّوْبَرِيّ وکُشَاجِم أنموذجًا ". والطبيعة أوسع منابع الکون غنى؛ فهي ملهمة الفنان، ومصدر الوحي، ومنبع الإلهام. وشعر الطبيعة واحد من الموضوعات المهمة في أدبنا العربي. والصَّنَوْبَرِيّ وکُشَاجِم من شعراء العصر العباسي الثاني؛ جمعهما مکان واحد في کنف سيف الدولة، وزمان واحد، وعلاقة إنسانية أضفت على شعر الطبيعة في شعرهما غنىً وتنوعًا، يتيح دراسة البنية الإيقاعية في شعرهما بما يفي بغرض الدراسة.
وفي عصور متأخرة عرَّف النقاد الشعر بالکلام الموزون المقفى، الذي تحکمه هندسة صوتية لا تقبل الخلل، وما أن انتقل مفهوم موسيقى الشعر إلى مفهوم الإيقاع حتى أضحت البنية الإيقاعية ذات مفهوم أشمل يسعى إلى استثمار کل الطاقات الصوتية والدلالية والبلاغية بدافع التجربة وعمقها.
ومن ثم تناولت هذه الدراسة البنية الإيقاعية من خلال مبحثين: الأول: موسيقى الحشو وتناولت فيه الصوت واللفظ وما يتولد عنهما من إيقاع شعري متميز من خلال خصائصهما، وصفاتهما، ونسبتهما. والآخر: موسيقى الإطار، وتناولت فيه البحر الشعري، والقافية وأبنت فيه نسب کل منهما في شعر الطبيعة عند الصنوبري وکشاجم.