لا تزال سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم النموذج المثالي للحياة الإنسانية الحقة بکل أبعادها ، والمعين العذب الذي لا ينضب على مر العصور والأجيال . وقد نالت سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من عناية العلماء قديما وحديثا- مسلمين وغير مسلمين - ما لم تله سيرة نبي ولا زعيم . وقد تفتن المسلمون في کتابة السيرة النبوية العطرة ، والتصنيف في جزئياتها أيما تفتن ؛ کيف لا وهي سيرة أعظم رسول وأکرم الخلق على الله تعالی . وهؤلاء الذين کتبوا في السيرة النبوية لم تکن طريقتهم واحدة ؛ بل تفرقوا طرائق قددا . والملاحظ أن السيرة النبوية في عصرنا الحديث لم تکتب فيها الأقلام الإسلامية فحسب ، بل کتب فيها غير المسلمين أيضا ، وکان من بين کلا الفريقين : المنصف في البحث ، والمنحرف عن سواء السبيل . وهذا الاختلاف مرة إلى ما يعتقده أصحاب کل اتجاه من آراء وأفکار . هذا ، وقد حصرت القضايا التي عرضت لها الکتابات المعاصرة في السيرة النبوية في بحثي هذا في ثلاثة مباحث : أولها بعنوان : ( التشکيک في کتب الحديث والسيرة النبوية ) . أما ثانيها فبعنوان : ( الکاز الأحاديث الصحيحة ) . أما ثالثها فهو بعنوان : ( إنکار المعجزات ، والتشکيک فيها ، والتعسف في تأويلها ) .