يروم هذا البحث استجلاء العلاقة بين الفعل والانفعال من جهة والتواصل من جهة أخري، ودور الانفعال في الإخبار وتوصيل الرسالة للمتلقي بالإغراء والتأثير والإيهام وفتح قناة الاتصال معه أو قطعها، لاسيما أن الانفعال ما فتئ يوجد لنفسه حضورًا بارزًا في السياقات کافة سياسيًا واجتماعيًا وفکريًا بل في السياقات الحياتية کلها. وذلک من خلال التطبيق على الحديث النبوي الشريف، بوصفه مصدرًا للتشريع؛ إذ إن الحديث مؤسس لقواعد تکوينية لمسار التحرک الإنساني في الوجود؛ ومن ثم فالانفعال في الخطاب النبوي يکشف لنا الأبعاد التواصلية مع المتلقي، ومدى فهمه لهذا الانفعال وتقبله له، وکذلک تأويله في السياق المشکل.
وقد تجسد الانفعال الوجاهي الثنائي والثلاثي والجمعي في الحديث النبوي الشريف بوصفه مرسلة تواصليةمع المتلقي تؤثل لقضايا عقدية واجتماعية وتربوية، بتباين بين المحقق والمتوقع عبر تقنيات انفعالية غير لغوية مثل النفعال الحرکي والنفعال الصامت والانفعال الإشاري و تقنيات لغوية بارزة مثل الاستفهام والتکرار والقسم؛ ليکون الانفعال والوجاهي محورا فاعلا من محاور التواصل في الحديث النبوي الشريف.
الکلمات المفتاحية
الانفعال- بلاغة- التواصل- الحديث النبوي