في ثلاثةٍ من دواوين الشاعر" أحمد بخيت" خَطّ هذا البحثُ هدفا تمثّل في الوقوف على وسائل صناعة الدهشة في الصورة الشعرية لديه، وذلک تأسيسا على أن أبرز ما يميز الشعر المعاصر تلک الدهشة الشعرية، التي تصنع شرطا جماليا يکتب للقصيدة البقاء فنيّا، کما أنها تسهم في توسيع دائرة التلقي القرائي لهذا الشعر.
وقد رکزنا في مدخل البحث على رصد أبرز الفروق التي تميز الصورة في شعر الحداثة وشعر ما بعد الحداثة، ثم سعينا في ثلاثة مطالب إلى الکشف عن وسائل الدهشة في صور "بخيت" الشعرية، فتناولنا أولا دهشة الصورة المتکئة على المُهمَّش من وقائع الحياة اليومية، وفي المطلب الثاني درسنا تراسل الحواس وتبادل المدرکات بوصفها وسيلة مهمة في إحداث الأثر الجمالي في الصورة، وأخيرا تناولنا جماليّات القبح في الصورة. ومن أبرز ما سجّله البحث من نتائج: أن صورَ "بخيت" مکوّنةٌ من عالمه الخاص، بالإضافة إلى تراجع المجاز البلاغيّ في مقابل الواقعي المُهمّش في تشکيل صوره الشعرية، التي حملتْ في أغلبها سمات تيار ما بعد الحداثة.