سعت الدراسة الراهنة للبحث فى العلاقة بين الدراما التلفزيونية وثقافة العنف السياسى فى المجتمع ،بهدف معرفة الکيفية التى تتمثل بها الدراما التلفزيونية خصائص هذه الثقافة ، وکيف يتم إعادة إنتاجها مرة أخرى فى إطار مفهوم المسئولية الاجتماعية للفن تجاه المجتمع. وتبنت الدراسة أراء کل من : جان دوفينيو وتيودور أدرنو فيما يتعلق بدور الدراما فى المجتمع . کما استعانت الدراسة ببعض أفکار بيير بورديو حول مفهوم الحقل الفنى والدور الذى يلعبه التلفزيون ووسائل الإعلام فى المجتمع الحديث .ومن خلال تحليل خطاب أربعة نماذج من المسلسلات الدرامية التى عرضت فى شهر رمضان للعام 2018 م ،أمکن التوصل لعدد من النتائج منها : أن الدراما التلفزيونية فى إعادة إنتاجها لظاهرة العنف السياسى رکزت بشکل أساس على العنف السياسى ذى الصبغة الدينية ، المتخذ صيغة العداء والمواجهة المستمرة بين جماعات العنف السياسى من ناحية ،والدولة من ناحية أخرى .
کما توصلت الدراسة إلى تأکيد الدراما على عدد من خصائص ثقافة العنف منها:العنف القائم على اختلاف الهويات الجماعية. والتصورات والأفکار المقولبة التى تتبناها جماعات العنف والصراع الدموي من أجل الوصول السلطة .وأشارت النتائج لوجود عدد من العوامل الداخلية والخارجية التى تساهم فى ظهور ثقافة العنف السياسى فى المجتمع , کما أوضحت أن الدور النقدى للدراما فى إطار المسئولية الاجتماعية للفن تحکمه نوعان من القوى الفاعلة : قوى داخل النصوص الدرامية وقوى أخرى خارجية تتصل بعملية إنتاج الدراما فى ظل خصخصة الفن وتسيسه فى المجتمع .

الکلمات المفتاحية : الدراما – الدراما التلفزيونية – تمثل – ثقافة العنف – العنف السياسى .