تتعرض جمهورية مصر العربية للمنخفضات الجوية المؤثرة في أحوالها المناخية خلال الفترة الممتدة بين أکتوبر ومايو من کل عام، وتتباين تلک المنخفضات في مصدرها وقوتها ومسارات حرکتها ومدى تأثيرها على الأحوال المناخية المصرية. وتتناول الدراسة الحالية الأحوال المناخية الاستثنائية المصاحبة للمنخفضات الجوية في مصر خلال موسم المطر 2019/2020، وتهدف الدراسة إلى استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسة خصائص المنخفضات الجوية وما صاحبها من أحوال تمثلت في التساقط الغزير للامطار بلغت 543 مليون متر³ خلال الفترة من 22 إلى 26 أکتوبر 2019، و 950 مليون متر³ خلال الفترة من 11 إلى 14 مارس 2020. علاوة على تسجيل سرعة رياح إعصاريه بلغت 120 کم/ساعة يوم 12 مارس 2020، ورياح عاصفة بلغت 65 کم/ساعة يوم 25 أکتوبر 2019. وذلک باستخدام مرئيات القمر الصناعي MODIS/AQUA والمرئيات الفضائية من النموذج CHIRPS ومخرجات النماذج المناخية ECMWF وکذلک مخرجات نظام التنبؤ المناخي العالمي GFS.
وانتهت الدراسة إلى أن المنخفضات الجوية محل الدراسة ارتبطت بمجموعة من العوامل التي تزامنت بشکل يندر تکراره، وأسهمت في نشأة وتطور هذه المنخفضات بهذا الشکل الاستثنائي. تلک العوامل تمثلت في حرکة الذبذبة الشمالية لمنخفض السودان الموسمي واخدود البحر الأحمر، صاحبه تعمق لمنخفض جوي بارد في طبقات الجو العليا 500 ملليبار، وتزامن معهما ارتفاع في درجة حرارة المياه السطحية لمنطقة شرق البحر المتوسط، والتقاء التيار النفاث القطبي والمداري في عروض أعلى الأراضي المصرية. وارتباط تلک العوامل بالذبذبات الضغطية الرئيسية والثانوية في العالم وأهمها ظاهرة النينو EL Nino والوجه الموجب لتذبذب شمال الاطلنطي NAO والتذبذب القطبي في نصف الکرة الشمالي AO وتذبذب البحر المتوسط MO وتذبذب بحر قزوين - بحر الشمال.