يُلقي هذا البحث الضوء على النشاط التجاري الألماني في دول الخليج العربي وکيف استغلت ألمانيا هذا النشاط لنشر نفوذها داخل دول الخليج سواء کان هذا النفوذ سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو حتى دعائيا، وموقف بريطانيا من هذا النشاط الألماني داخل دول الخليج العربي والإجراءات التي اتخذتها لمواجهته.
فقُبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية حاولت ألمانيا جاهدة استعادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص لما لهذه المنطقة من أهمية استراتيجية بالغة بخاصة بعد اکتشاف النفط فيها بکميات هائلة، واتخذت ألمانيا من النشاط التجاري وسيلة لاختراق هذه المنطقة القابعة منذ زمن طويل تحت السيطرة البريطانية، ونجحت بالفعل في إقامة علاقات اقتصادية وتجارية کبيرة مع ايران توطدت على اثرها العلاقات السياسية والثقافية بين البلدين، وسعت ألمانيا لاتخاذ ايران مرکز لنشر نفوذها داخل دول الخليج العربي المجاورة لها، فنجحت في إقامة علاقات تجارية وسياسية مع العراق ثم حاولت بشکل دؤوب إقامة علاقات تجارية مع السعودية وقطر والکويت والبحرين وإمارات الساحل المتصالح في محاولة منها لتهديد النفوذ البريطاني داخل منطقة الخليج العربي بشکل عام، إلا أن بريطانيا کانت يقظة للغاية أمام هذه المحاولات الألمانية لاختراق منطقة الخليج ونشر نفوذها فيه وواجهت هذه المحاولات ونجحت في القضاء على أي نفوذ تجاري أو سياسي أو دعائي لألمانيا داخل منطقة الخليج العربي وأحکمت سيطرتها عليه.