يعد مجال الترويح جزءًا لا يتجزأ من المجال الحضري، وتعد دراسة الخدمات الترفيهية من الأمور ذات الأهمية في معرفة حاجة السکان إلى الخدمات الترفيهية الواجب توافرها لإشباع رغباتهم، کما يمکن من خلال دراستها معرفة کيفية تطوير هذه الخدمات وتنميتها، ورفع مستوى کفاءتها حتى تکون مجدية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وبدون أي هدر في الوقت والجهد والأموال.
تعد الخدمات الترفيهية معالم رئيسة في مدينة نجع حمادي؛ لأنها تمثل أحد الوجوه المهمة لنشاطات الفرد، ويمکن اعتبار الترفيه أحد أهم الوظائف التي تقدمها المدينة لسکانها، وقد غدا الترفيه ضروريًا لتحقيق التوافق مع الأثار الاجتماعية الناجمة عن ضغط ومشاکل الحياة.
وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل أنماط الخدمات الترويحية ومناطق توزيعها في مدينة نجع حمادي، ومدى کفاءة توزيعها، والکشف عن الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لمرتادي هذه الخدمات الترفيهية ومستوى الرضا عن الخدمات، وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج، منها عدم انتظام توزيع المراکز الترويحية مع الکثافة المکانية والحضرية، مع ظهور مناطق العجز للخدمات (کمنطقة الإستاد الرياضي)، وتدني مستوى کفاءة بعض الخدمات، وعدم مراعاه المعايير التخطيطية في توزيعها وأثناء إنشائها بما يتواکب مع الزيادة السکانية والتوسع العمراني واحتياجات السکان، کما تعاني المدينة من فقر في بيئتها الطبيعية ومحدودية مساحتها الجغرافية، وقد أثر ذلک تأثيرا کبيرًا على أنماط الترفيه حيث اقتصر الترفيه المرتبط بالجوانب الطبيعية على الأندية على شاطئ نهر النيل.
وتوصي الدراسة بتحقيق العدالة التوزيعية في جميع مناطق المدينة مع مضاعفة الاهتمام بالخدمة وتطويرها وتوسيعها، ويجب أن توجه الخدمات لجميع المناطق حسب طاقتها وإمکاناتها؛ لتحقيق مبدأ تکافؤ الفرص بين السکان.