لما أضحت (الموصل) ضمن مناطق النفوذ البريطاني، وفقاً للمعاهدات التقاسمية بين بريطانيا وفرنسا في بيرنج لونجيه 1919 و سان ريمو 1920م، اتفقتا على مد خط أنابيب النفط عبر مناطق الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان إلى البحر المتوسط ، لما يحققه من تخفيض في النفقات بدلا من المرور حول شبه الجزيرة العربية وقناة السويس ...إلخ، وکذا نص الامتياز الذي عقدته شرکة النفط الترکية مع الحکومة العراقية في عام 1925 على مد ذلک الخط إلى البحر المتوسط .
ولما تدفق النفط بغزارة في منطقة (کرکوک)، دب نزاع بين الحکومتين الفرنسية والبريطانية، وکذا الشرکات التابعة لهما المساهمة في شرکة النفط الترکية، ودخلت الحکومة العراقية على خط هذا النزاع حول مسار خط الأنابيب المزمع إنشاؤه؛ ففرنسا أرادت أن يمر خط الأنابيب عبر إحدى موانئ سوريا أو لبنان، بينما رغبت بريطانيا والعراق أن يمر خط الأنابيب عبر إمارة شرق الأردن إلى ميناء حيفا في فلسطين ، مما أدى إلى تأخر البدء في إنشاء الخط، وقد انتهى هذا النزاع بإنشاء خطين من (کرکوک) إلى (حديثة) التي يتفرع منها فرعين، أحدهما شمالي إلى (طرابلس) والآخر جنوبي إلى (حيفا)، وقد استمرت أعمال بناء الخط قرابة عامين ونيف، ودُشِّن الخطين للعمل في يناير 1935 .