رغم تجاهل النتاج الأدبي للمرأة أزمنة طويلة، ورغم زعم بعض الدارسين أنه لا فرق بين أدب المرأة وأدب الرجل، وأن غاية ما تستطيعه المرأة هو أن تکتب کالرجل وبلسانه، دون أن تکون لأدبها سمات تميزه، فإن النتاج الأدبي للمرأة سلک طريقًا صعبًا نحو إثبات الذات الأنثوية؛ فبدا عاکسًا وعي المرأة ورغبتها القوية في المشارکة بقوة في الحياة الأدبية، مثبتة ذاتها، ومعبرة بصوتها الشخصي عمَّا اعترى تاريخها – ولا يزال – من هموم وعقبات.
      وتحاول تلک الدراسة أن تتبيَّن ملامح النسوية وأبرز تجلياتها في ديوان "فراشات الصمت" لشريفة السيد، مستعينة على أداء تلک المَهَمَّة ببعض أفکار النقد النسوي.
     وقد سُبِقَت الدراسة بإطار نظري اختار من تلک الأفکار ما يخدم الجانب التطبيقي من الدراسة، ولم يتطرق إلى باقي الأفکار التي لا يحتاج إليها ذلک؛ فليس من شأن ذلک الإطار النظري أن يعرض لکل ما يتصل بالنسوية ونقدها من أفکار؛ فهو يحتکم إلى منهج ينتقي من تلک الأفکار ما يخدم فقط الدراسة في جانبها التطبيقي.