تسعى هذه الدراسة الميدانية للکشف عن نوعية مضامين وسائل الإعلام والاتصال العربية، وعلاقتها بتکوين ثقافة الشباب الجزائري، باعتبار أن أغلب هذه الوسائل، ترفع شعارات تهدف للحفاظ على الهوية الثقافية، والقيم العربية، إلا أنها تنتهج سياسات إعلامية واتصالية تستند إلى منطق ربحي، يشجع على شّد الشباب إلى نماذج، وقيم، وتوجهات سلوکية، بعيدة کل البعد عن ثقافتنا العربية، في شکل موضة (لباس، موسيقى، العاب، طرق أکل، ومواد استهلاکية...)، ضمن إستراتيجيات تسعى لصياغة الإنسان المعاصر،"وعيا وسلوکا"، وفق نموذج معد سلفا، وهو ما بات يعرف "بهندسة السلوک البشري" للوقوف عل أهم هدفين اختصت بهما الدراسة وهما: الوقوف عند المضامين الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام العربي لمعرفة نوعيتها و نوعية التأثيرات المرجوة منها والتي تستهدف ثقافة الأمة. وکذا معرفة المکانة التي تحتلها هذه البرامج  والمضامين عند الشباب العربي  وکيف يستعملها في حياته اليومية. واستخدم الباحث في تناوله لموضوع البحث المنهج الوصفي المسحي کون هذا المنهج من أنسب مناهج البحث بالنسبة لهذا الموضوع، کما اعتمد الباحث استمارة الاستبيان کأداة للبحث وقد تضمنت مجموعة من المحاور لعل من أهمها: المحور الأول الذي خصص لمعرفة القنوات التي يعتمد عليها الشباب لتکوين معارفهم الثقافية. أما المحور الثاني تناولنا فيه نوعية البرامج التي يفضلها الشباب. ثم المحور الثالث الذي تمحور حول نوع القوالب الفنية التي تجذب الشباب. کما عالجنا في المحور الرابع مظاهر التأثر بالثقافة من خلال التلفزيون. وتعلق المحور الخامس بالمجهودات المبذولة من وسائل الإعلام العربي لتوعية الشباب و تنمية التفکير النقدي لديهم.لنختم بالمحور السادس الذي أراده الباحث سؤالا مفتوحا لإضافة ما يقترحه أفراد العينة. حيث بلغ حجم العينة 150 شابا وشابة  وقد اختيرت هذه العينة بشکل عشوائي بحيث حددت الفترة العمرية في فئة 18-20 سنة من طلبة جامعة عنابة.