إن القوة والهيمنة اليوم قائمة في أيدي من يتحکم في توظيف الخطاب البصري بمختلف أشکاله وألوانه لتحقيق مصالحه وأهدافه. فقوة تأثير وسائل الإعلام کانت وما زالت تحت سيطرة دول الشمال؛ وهي الدول الصناعية المتقدمة والمهيمنة سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، والتي توجهها إلى مجموعة دول الجنوب التي تشوه في کثير من الأحيان صورتها، حيث تؤدي الصورة وخاصة من نوع الأفلام السينمائية دورا فاعلا في ترسيخ التصورات ورسم الخلفيات الذهنية لدى الجمهور الذي ينقلها بدوره إلى جمهور آخر، فمن خلال هذه الصورة تعمد الترسانة الإعلامية الغربية الموجهة نحو المتلقي الغربي إلى إعادة ترکيب صورة الإسلام والمسلمين عامة والأطفال بصفة خاصة في أذهان الأميرکيين على أنهم إرهابيين، وأن مجتمعهم يدعوهم إلى العنف، وأن دينهم الإسلامي يحثهم على ممارسة العنف والتطرف منذ الصغر... وهکذا يتم تمويه الجمهور المتلقي بکل شرائحه عن طريق هذا الخطاب البصري. وتسعى الدراسة إلى تفکيک الـمُتخيَّل الأميرکي الراهن عن المسلمين بدلًا من اجترار الصورة النمطية التقليدية؛ التي نسجتها هوليود من خلال محاول التعرف على طبيعة مضمون الصورة السينمائية الساعية إلى عرض صورة مشوهة عن الطفل العربي في الأفلام السينمائية الأمريکية، وذلک من خلال قراءة الرسائل السيميولوجية الکامنة بالتحديد في الصورة السينمائية من خلال فيلم "المملکة". أو بمعنى آخر کيف صورت السينما الأمريکية الطفل العربي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ؟.