إذا کان المجتمع الشبکي هو في الأساس بناء اجتماعي قائم على الشبکات تديرها تکنولوجيا المعلومات والاتصالات ،يکون فيه لکل أفراد هذا المجتمع قدرة هائلة على الاتصال والتواصل فيما بينهم وتکوين شبکات اجتماعية خاصة بهم ،تتزامن فيه تشکيلة متنوعة من التغيرات والتحولات أفرزت عدد من التجليات والمستجدات يأتي في مقدمتها تغير نمط العلاقات الاجتماعية. ولکنه في اتجاه آخر هو مجتمع معرفي يشکل فضاء معرفيا ينقل ويستقبل فيه الأفراد المعلومات کما المعارف وتتشکل فيه الآراء والاتجاهات. وقد انعکس ذلک خصوصاً على العمليات الأکاديمية (التعليمية منها والعلمية) فظهر التعلم الالکتروني بشکله الحديث والمعاصر مستفيدا من شبکات التواصل الاجتماعي ومن خصائص مجتمع المعلومات من أجل إعطاء فرص أکثر في التعليم والتعلم خاصة عند طلبة ما بعد التدرج. بغرض استفاد هذه الفئة من الدروس المباشرة عبر القاعات أو الفصول الافتراضية والعمل على نشر الفکرة بين الأساتذة وتشجيعهم على التدريس باستخدام الفصول الافتراضية ،ونشر المحتوى التعليمي من محاضرات وأعمال توجيهية عبر شبکة الانترنت ،مما يعزز من قدرتهم على استيعاب مضمون الدروس وسهولة الوصول إليها. وزيادة التفاعل الاجتماعي واکتساب مهارات التواصل والتجاوب مع الأساتذة. والأهم من کل هذا هو تخفيف عبء التنقل والتواجد اليومي بالجامعة خاصة أمام الإقبال المتزايد لدى فئة العمال على مواصلة التعليم بعد مدة من الانقطاع ممن يريدون استکمال دراساتهم العليا بغرض تحسين معارفهم ومواکبة آخر المستجدات المعرفية. ومع کل ذلک لم يلق هذا النوع من التعليم إقبالا ولا اهتماما من قبل الجامعات الجزائرية.