لا جّرم في کّون التّوسع في استخدام وتطبيقات تکنولوجيا الإعلام أضّحى مّعضلة العصر التّي استقطبت أنّظار العُلماء والسّاسة وحتى المنظمات المدنية على حد سّواء، بعدما کانت في بّدايتها محور إعجاب وتّرحيب وانّبهار بما تقدمه من خدمات تّسهيلية في مجال التّواصل للمستهلکين، وما تُّدره من أرباح في جّيوب المّنتجين من المؤسسات الإعلامية، وکذلک ما تّمنحه من هّيمنة بوصفه (أي الإعلام) واحدا من آلياتها بالنسبة للبلدان المتقدمة تکنولوجيا.
     من هذا المنطلق لم تّتوانى جهود المّفکرين في مجال السوسيولوجيا والسيکولوجيا کما هو في مجال الإعلام عن دراسة هذا الموضوع من زّواياه المختلفة، خاصة في مجال التعليم الجامعي من حيث العملية التعليمية، و بخاصة على مستوى العلاقة التواصلية بين الأستاذ والطلبة، وعليه تقدم المداخلة الحالية معالجة سيوسيو- سيکولوجية لموضوع "الفّايس بوک" کظاهرة اجتماعية عالمية أضّحت تمارس حيّوية في التّأثير منقطعة النّظير، وتّخلق قّسطا أوفرا من الاستقطاب الجّماهيري في أوساط  فئات متنوعة وعديدة من النّاس على اختلاف أجناسهم وانتماءاتهم العرقية والجغرافية والثقافية الاقتصادية والسياسية والدينية والإيديولوجية وغيرها.