مفهوم "جودة الحياة " من المفاهيم الحديثة التي لاقت اهتمامًا کبيرًا في العلوم الطبيعية والإنسانية، ويرى الأشول (2005) أنه نادرًا ما يحظى مفهوم ما بالتبني الواسع على مستوى الاستخدام العلمي أو العملي في حياتنا اليومية وبهذه السرعة مثلما حدث لهذا المفهوم. والمتتبع للدراسات النفسية الحديثة يلحظ هذا الاهتمام بمفهوم جودة حياة الفرد مثل: دراسة خالد الضعيف (2005)، ودراسة محمود منسي، علي کاظم (2006)، ودراسة أسامة أبو سريع، مرفت شوقي وآخرين (2006)، ودراسة عبد الحميد حسن، راشد المحرزي وآخرين (2006)، دراسة تيرهوني Terhune, M. (2006)، دراسة فرنانديز وروشا Fernandez , M. & Rocha, V. (2009)، وهذا يعکس أهمية هذا المفهوم وتأثيره على مختلف الجوانب النفسية للفرد.
ويرتبط مفهوم جودة الحياة Quality of life بعلم النفس الإيجابي Psychology Positive الذي جاء استجابة لأهمية النظرة الإيجابية إلى حياة الأفراد کبديل للترکيز الکبير الذي أولاه علماء النفس على الجوانب السلبية، وقد تعددت قضايا البحث في هذا الإطار فشملت: الخبرات الذاتية والعادات والسمات الإيجابية وکل ما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة. (سعيد الظفري ونوار الرواحية، 2006، ص103) . إن تحسين جودة الحياة أصبح من أهداف العلوم والدراسات الإنسانية في الوقت الحاضر، وقد حاول الباحثون على اختلاف تخصصاتهم قياس کيفية إدراک الإنسان لنوعية حياته واکتشاف العناصر الرئيسة التي تساهم بدرجة أو بأخرى في تحسينها، وهذا ما أکد عليه العارف بالله الغندور (1999) بأن نوعية حياة الإنسان قابلة للتحسين باستخدام البرامج الإرشادية والعلاجية والتي تأکد أثرها الإيجابي على الحالة النفسية وبالتالي على جودة الحياة، ولذا أوصى بتوجيه مزيد من الجهود لدراسة وسائل تحسين جودة الحياة لدى الإنسان