مع بداية العقد الثالث من القرن العشرين بدأت المنطقة العربية تستقبل عبر الأثير برامج اذاعية موجهة بالعربية ، حيث کانت ايطاليا في طليعة الدول التي وجهة برامجها باللغة العربية عام 1932م ، لتحاکي الجمهور العربي بلسان حاله عبر إذاعة ( باري) ، وفي عام 1938 م ، وجهة بريطانيا إذاعة الـ ( بي – بي – سي ) الناطقة بالعربية ، وفي عام 1950 م وجهة أميرکا برامجها باللغة العربية عبر إذاعة صوت أميرکا ، وبعد إحداث 11/9/2001 توقفت تلک الإذاعة بسبب فشلها في تحقيق الأهداف المرسومة لها باستقطاب الرأي العام العربي وخلق حالة من الانبهار بالمشروع الأمريکي في المنطقة العربية ، حيث تم استبدالها في عام 2003م ، بإذاعة (سوا) الموجهة الى الشباب العربي، اما فرنسا فقد وجهة في عام 1972م إذاعة ( مونت کارلو) الدولية الناطقة بالعربية ، ثم توالت بعد ذلک العديد من الدول في توجيه رسائلها باللغة العربية . وربما يعود ذلک الاهتمام بالمنطقة العربية للأهمية الإستراتيجية ( الجيو سياسية ) التي بات يکتسبها العالم العربي من منظور هذه الدول ، وعليه تعلقت رغباتها بمد جسور التواصل وتحقيق المزيد من إدراک هذا الکيان الجغرافي المهم ومحاولة الإلمام بمعطياته وخصوصياته ، وثقافته ، وحضارته ، وفهم سياسات أقطاره ومعرفة عقليه سکانه ، وکذلک ترويج الصورة التي تريد عن ملامح ثقافتها وإشاعة القيم السياسية والحضارية التي تؤمن بها ، وتعريف المواطن العربي بمواقفها ووجهات نظرها إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تهمها وتنسجم مع مصالحها وربما يعود ذلک الاهتمام بالمنطقة العربية کونها أضحت منذ حوالي عقد من الزمن وهي في قلب الأحداث الکبرى ، مما جعل من مسألة مخاطبتها مسألة جوهرية ، بغض النظر عن الأهداف المرتجاه ، والتي قد تکون أهدافا سياسية او اقتصادية وهي کلها للتأثير دون شک ولا سميا أن الوطن العربي أصبح من الأسواق المهمة بالمعنى الاقتصادي للکلمة .