لقد اعتنى الإسلام عناية بالغة بموضوع الجمال وتنمية الذوق والحس الجمالي فلقد تحدث القرآن عن الزينة والجمال ولفت نظر الإنسان إلى ما في عالم الموجودات من جمال وروعة وفن وإبداع لتکون دليلا على قدرة الله وعظمته. والرسول "صلى الله عليه وسلم" کان المثل الأعلى في الأناقة والجمال وسمو الذوق.
وتؤکد النظريات التربوية الحديثة على أن الطفل يولد مزودا بغريزة حب الجمال وحب الإطلاع، فالإنسان بفطرته يحب کل جميل، وينجذب إليه بنفس درجة انجذابه لکل ما هو غير مألوف لديه، لذلک تهتم التربية الجمالية بتربية الطفل على حب الجمال، ومن ثم تنشئته على تقدير الجمال والإعجاب به، وکذلک تنشئته على المقدرة على إصدار الحکم الجمالي وتذوقه (محمود الخوالدة،محمد عوض الترتورى، 2005، 20). ويجب العمل على توفير المناخ الجمالي في الروضة وأن يشيع الجمال في کل رکن تقع عليه عين الطفل ليعتاد الجمال ويألفه ويستهجن القبح وينفر منه، ولذلک يجب أن يوجه الاهتمام لتربية الطفل في هذه المرحلة تربية جمالية لما له من أثر في إنماء عاطفة الجمال الکامنة في نفسه وتشجيعه على الإبداع. والتدريب على الرؤية الجمالية تمکن الفرد من إدراک الجمال والتعمق فيه، وهذا يتم أحيانا بالتوارث من جيل إلى جيل، فالأم والأب والجد والجدة کل منهم له دور في التنشئة الجمالية، فيجد الناشىء الأفعال واضحة أمامه ليقتدي بها. والاهتمام الجمالي يدفع المتذوق نحو المشارکة الوجدانية دون تصارع أو تنافس، والحقيقة أن الإحساس بجمال شيء ما لا يرجع إلى ندرته ولا إلى مميزاته، ولکن يتعلق بقدر السمات والعلاقات الحسية التى يشعر بها المتذوق من خلال تأمله للموضوعات التي يمثلها وتقدر الشعوب بالتناسب والثراء والبساطة وبالوحدة والتوازن يشعر بالجمال