إن مساهمتنا هاته جاءت کمحاولة في تحديد سيرورة مفهوم المشروع الترابي  منذ ظهوره الى سياق تبنيه، إذ کما يتضح منذ الوهلة الأولى  أننا استهلنا حديثنا  بتحديد مفهوم التنمية، وکيف تم الانتقال من مقاربة إقتصادية للمفهوم إلى مقاربة إنسانية تم إلى مقاربة مستدامة وصولا الى مايسمى الآن بالتنمية الترابية، هذه الأخيرة التي أصبحت الآن المطلب الأساسي لجل السياسات وکمثال عليها قدمنا سياسة إعداد التراب الوطني الذي يعتمدها المغرب منذ سنة 2003 کمقاربة لتجاوز الاختلالات السوسيومجالية، غير أن هاته السياسة أبانت عن مدى ثقلها في تحقيق التنمية الترابية المستدامة کونها لم تحقق الهدف المنشود بها، مما جعلها تدعو الى ما يسمى بالمشروع الترابي کاستراتيجية لتحقيق التنمية الترابية. محاولين في ذلک سياق بروز هذا المشروع بالعالم وکذا رهاناته ومراحل إنجازه في سبيل تحقيق مطلب مشروع الا وهو تحقيق تنمية اقتصادية وبشرية ومستدامة بيئية.