تحتل الميـاه أهمية کبرى فى الإسلام ، فهى رحمة الله ، التى يتحقق من خلالها استمرار الحياة ، وايضا الطهر والنقاء للبشرية ، بل والأرض جميعها . وقد ورد ذکر کلمة الماء فى القرآن الکريم 63 مرة . وقد وصف عرش الرحمـن بأنه کان على الماء ، حيث قال تعالى " وهو الذى خلق السموات والأرض في ستة أيام وکان عرشه على الماء ليبلوکم أيکم أحسن عملا ولئن قلت إنکم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين کفروا إن هذا إلا سحر مبين "، کما وصفت الجنة بأنها "جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار" . وکما يشير الفقيه دانتى کابونيرا فى بحثه المدرج فى هذا الکتاب ، أنه على ما يبدو فى القرآن الکريم أن أنفس وأغلى مخلوقات الله سبحانه وتعالى بعد الإنسان ، هى المياه . وعلاقة المياه بالحياة تنعکس فى العديد من النصوص القرآنية ، مثال ذلک قوله تعالـى " والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلک لأية لقوم يسمعون " . والماء لا يمنح الحياة فقط ، ولکن يمکن القول أن کل حياة تعتبر مستمدة من الماء ، حيث يشير القرآن الکريم إلى قول الله عز وجل " وجعلنا من الماء کل شىء حى .