يمکن القول أن التغير هو السمـة المميزة لإدارة الموارد الطبيعية ، سواء على مستوى النظرية أو التطبيق . وقد يرجع السبب في ذلک إلى وجود نوع من الفصل والعزل بين العمليات التى تتم لدراسة إدارة الموارد الطبيعية . ففى الجامعات ، ينصرف العلماء إلى دراسة وتحليل الموارد الطبيعية من خلال فروع العلوم المتعددة . وفى حقل العمل نجد المسئولين حريصين على أن يضعوا فى حسبانهم اهتمامات جميع المستخدمين والمعنيين . وفى القطاعين العام والخاص ، يتولى صانع القرار تقدير أهمية القوى والظروف المؤثرة ، مثال ذلک ظاهرة العولمة التى نتج عنها ظهور منظمات دخيلة ومتنافسين جدد على الساحة الداخلية ، أيضا إعادة إدخال نظم القيم ValueSystems عند تحديد الخيارات السياسية . العديد من تلک النظم تجد أصولها فى الدين والعقيدة . لذلک قد يکون من الملائم إقرار دور الدين فى هذا المضمار ، والذى يمکنه أن يثرى وينمى الفهم الجيد لکيفية صناعة الخيارات الفردية والجماعية على حد سواء . ويتضمن هذا العدد تفسيرات وشروح يقدمها ثمانى عشر عالما من ذوى الخبرة ، حول الدور الذى يمکن أن يقوم به الإسلام فى إدارة المياه . وحيث أن الدين الإسلامى يدين به حوالى خمس سکان الکرة الأرضية ، کما أنه الدين الرسمى لعدد کبير من الدول ، والتى يعتبر فيها مورد المياه ـ بندرته المعروفة ـ العامل الرئيسى للتنمية ، فمن الهام والضرورى الفهم الجيد للدور الحالى والمحتمل لهذا المورد .  إن هذا العدد يعتبر مساهمة ذات قيمة ، حيث يقدم المنظور الإسلامى لعدد من سياسات إدارة المياه کإدارة الطلب على المياه ، إعادة استخدام مياه الصرف الصحى ، التسعير العادل ، تلک السياسات التى نالت تأييدا واسعا کسبيل لتحقيق إدارة کفء وعادلة ومستدامة للمياه . وبينما أن ممارسات وسياسات إدارة المياه تتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية ، فليست کل تلک العوامل ذات صلة بنظم القيم الدينية ، وبحيث يمکن القول أن التوافق بين المبادئ الإسلامية وعديد من المبادئ المؤيدة فى الوقت الحالى يستحق الانتباه إليه ، مثال ذلک مبادئ دبلن .ومما لا شک فيه أن هذا العدد يفتح آفاقا رحبة للحوار بين الباحثين العاملين فى حقل تحديد ووضع سياسات إدارة المياه . حيث يوضح بعض العوامل المؤثرة على السياسات الرسمية أو الممارسات غير الرسمية ، ويجعلها متاحة للجميع ممن يود التعرف عليها .