دراسة اللغة کظاهرة وکنظام ضوابط تناولها الکثيرون قديما وحديثا وظهرت دراسات متتابعة متنقلة بين أمة وأخرى انطلاقا من اليونان إلى الهنود وصولا  إلى المسلمين وکلّ طرح مفاهيم حسب فلسفته ومرجعيته وبمنهج خاص، وفي العصر الحديث ظهرت عدة نظريات أشهرها البنيوية التي طرح فيها العالم دي سوسور تصورا جديدا قائما على اعتبار اللغة  نظام يقتضي فهمه بمنهج علمي وصفي، ومن بعده توالت الدراسات المعمقة نذکر منها نظرية العالم الأمريکي نوام تشومسکي ونظرية النّحو التّوليدي التحويلي، والتي طرح فيها مفاهيم جديدة انطلاقا من فلسفة عقلية محضة، دفعت  بعض اللسانيين العرب إلى الاعتقاد بأنها امتداد لما ترکه علماؤنا المسلمون القدامى خاصة (الخليل وسيبويه)، نتيجة التقاطعات التي نجدها بين نظرية تشومسکي والتراث اللغوي العربي.        فهذه الدراسة تبين الاختلافات الطبيعية بينهما، وأن تشومسکي وإن تقاطع في نظريته مع علمائنا القدامى ، وهو تقاطع طبيعي ، إلا أنه تفرد بمفاهيم جاء بها ولم يسبق إليها، لا قديما ولا حديثا، ثم إن منطلقات ومضامين ومفاهيم الأبحاث العربية القديمة عندنا تختلف تماما عما نجده في نظرية تشومسکي ، حتى وإن کان له شرف الاطلاع عليها وتقييمه لأهميتها.