لقد أثبتت الأبحاث اللسانية التطبيقية[1] أهمية مهارة الاستماع في تعليم اللغات الأجنبية وتعلّمها. وبالرغم من ذلک، فلم تُعط لهذه المهارة الأولوية التي تستحقّها في المناهج الدراسية مقارنة مع غيرها من المهارات، مثل: القراءة والکتابة والمحادثة. وهذا يعود، أولا، لصعوبة تدريسها، وثانيا لقلة التوسل بتکنولوجيا المعلومات والتواصل في الصفوف لکونها تضيف عبئا جديدا على الأستاذ من حيث التحضير والاستخدام. وثالثا، لاعتبارها مهارة يکتسبها الطالب ضمنيا لأنه يستمع إلى أستاذه وزملائه.
ومع ظهور دراسات عديدة في علم التواصل واللسانيات النفسية الإدراکية، أجريت بحوث حول مهارة الاستماع وأهميتها في تعليم اللغة الاجنبية وتعلمها. ونتيجة لهذه البحوث تمّ نشر العديد من الکتب في هذا الميدان مثل لينش، 1988؛ باک، 2001؛ فلوويرديو وميلر، 2005؛ وروست، 2013،[2] بالإضافة إلى مئات البحوث حول الاستماع.
ونتطرق في هذه الورقة البحثية إلى مهارة الاستماع وفق المحاور الآتية:
المحور الأول، تعريف الاستماع ومميزاته؛ المحور الثاني، تدريس مهارة الاستماع لمتعلّمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها؛ المحور الثالث، صعوبات الاستماع إلى اللغة العربية باعتبارها لغة ثانية؛ المحور الرابع، حاجات طلاب اللغة العربية من الناطقين بغيرها؛ المحور الخامس، التکنولوجيا وتطبيقاتها في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها- درس الاستماع أنموذجا.
[1] Lynch, 1988; Dunkel, 1991; Elkhafaifi, 2005; Feyten, 1990; Thomsen et al., 2004
[2] Lynch, 1988; Buck, 2001; Flowerdew & Miller, 2005; Rost, 2013