اخترت هذا الموضوع – " المقارنةالأسلوبية بين الشعر الجاهلي والإسلامي شعر الهجاء أنموذج " - بغيةً للتعرف على مواطن الجمال في الشعر العربي القديم؛ لأنه لم يزل معينا ينهل منه الأدباء واللغويون؛ إذْ يرجعون إليه لأخذ الأساليب، والفنون الشعرية، و إذا ظل الأمر على هذا النمط؛ فرأى الباحث من الأولى أن يقع اختياره فيما يُنمّي مهارته اللغوية؛ لکوني أجنبياً في لغة الشعر، و بالإضافة إلى ذلک، أنّ دراسة صورة الهجاء في الشعر العربي لم تجد عناية کبيرة لدى الدارسين والباحثين، ولعلّ السبب في ذلک أنّ الهجاء في طبيعته مما لم تشتههِ النفوس.
ومن خلال الوقت الذي قضيته لإنجاز هذا البحث , لا يکاد يوجد أي إشکالية , أو معوّق يعوّقني لاستمرار هذا العمل , سوى بعض الصعوبات منها , صعوبة فهم بعض الکلمات في البيت الشعري ممّا يؤدي عدم فهم القصيدة برمّتها , و منها عدم وضوح أساليب الکتاّب أو المؤلفين في بعض الکتب,لکن بعد الفحص الدقيق عثرت على حقيقته , حيث تمّت معالجة هذا البحث من خلال فصلين من بحثي هذا , تناول الفصل الأول , ثلاثة مباحث , المبحث الأول دار على الهجاء بالبخل , والمبحث الثاني , حول الهجاء بالکفر , المبحث الثالث , يترکز على الهجاء بالجبن , و أما الفصل الثاني , اتجهت فيه إلى ثلاثة مباحث - کذلک کما أوردتها في الفصل الأول , - المبحث الأول , تناول الظواهر الأسلوبية الأدبية بين العصرين الجاهلي والإسلامي , والمبحث الثاني حول ظاهرة التکرار في شعر الهجاء الجاهلي , و المبحث الثالث دار على ظاهرة التکرار في شعر الهجاء الإسلامي .
وذکرت أبرز النتائج التي استنبطتها خلال دراستي لهذا البحث حيث إنّي تواصلت على الاختلاف بين أسلوب الهجاء في العصر الجاهلي وبين العصر الإسلامي لکن نتائجي هذه لا يفرض أن نجد من يعارض هذا الرأي، و لا يخلو من أن نجد فيه النقص , لأنّ الکمال لله سبحانه وتعالى , عسى أن ينفعني هذا البحث و کل من ساهم فيه .