هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على مجال تعليم وتعلم اللغة العربية للصغار والکبار، وما يطرحه من تساؤلات وإشکالات تتعلق بطبيعة اللغة المتعلّمة وبطبيعة المتعلم وثقافته ولغته والاختلافات اللغوية والصعوبات التي يواجهها في تعلمه للغة العربية، وأيضا ما يتعلق باکتسابها وتعلمها، باعتبارها لغة أولى أو لغة ثانية أو لغة أجنبية. فقد شغل مجال اکتساب وتعلم اللغة الکثير من الباحثين والمهتمين بتعليم وتعلم اللغات، ووضعوا في ذلک فرضيات واستراتيجيات تحدد الفرق الجوهري بين نظام اکتساب اللغة ونظام تعلمها. لذلک ستحاول هذه الدراسة الإجابة عن بعض الإشکالات الأساسية من قبيل؛ الفرق بين اکتساب اللغة وتعلمها، وهل يمکن أن نتحدث عن اکتساب اللغة العربية في مراحل عمرية متقدم بالنسبة لمتعلم اللغة العربية من غير أبنائها؟ أم يبقى التعلم بعد مرحلة الطفولة ضرورياً؟ وهل يبقى الاکتساب اللغوي رهينا بمرحلة الطفولة، أم يمکن أن نتحدث عن اکتساب الکفاية اللغوية بعد مرحلة الطفولة؟. وسنوضح ذلک بالاستفادة من تجربتنا في ميدان تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالمغرب، مرکزين فيها على بعض الصعوبات التي تواجه متعلم اللغة العربية من أبنائها وغير أبنائها، والاختلافات بين اللغة العربية الفصحى واللهجات المختلفة.