ساعد التحليل الكمي في هذه الدراسة على الكشف عن مدى علاقة استهلاك الطاقة الكهربائية في عدد السكان وعدد المشتركين تبعاً للقطاعات الاستهلاكية والتوزيع الجغرافي لمناطق خدمات الطاقة الكهربائية في واحة الأحساء، وذلك كأحد المؤشرات التي يمكن قياسها لمعرفة حجم الطلب على الطاقة الكهربائية وقياس أثره وبالتالي التنبؤ به .ونجد ان هناك تباين بين القطاعات الاستهلاكية للطاقة الكهربائية في واحة الأحساء مقابل جملة استهلاك الطاقة والتوزيع النسبي للمشتركين، ويتجه هذا الاستهلاك للزيادة وفقاً لطبيعة قلب الواحة المتلاحم حضرياً والتجمعات البشرية المحيطة به والمتنامية، إلى جانب النمو الحاصل في عدد السكان والمساكن في واحة الأحساء مع ارتفاع نصيب الفرد من مساحة الأراضي، وما يقتضيه هذا النمو المتزامن مساحياً وسكانياً من زيادة في التمدد العمراني، وبالتالي زيادة في الطلب على البنية التحتية. يأتي القطاع المنزلي في مقدمة القطاعات المستهلكة للطاقة الكهربائية بنسبة58.26%، وبرغم أن الاستعمال الزراعي يعد أكبر استعمالات الأراضي في واحة الأحساء، إلا انه يعود قله استهلاك الطاقة الكهربائية في هذا القطاع لعدة أسباب أهمها: بدائية الأساليب الزراعية المستخدمة في واحة الأحساء ، محدودية استعمال الطاقة الكهربائية في هذا النشاط ، الى جانب ما تتبعه شركة الكهرباء من سياسات وضوابط تشغيلية في تصنيف أنواع الاشتراكات إذا كانت زراعياً أو صناعياً وما إلى ذلك ، تمكنت الدراسة من تحليل علاقات الارتباط بين قطاعات الطاقة الكهربائية المستهلكة ويفسر ذلك انه كلما زاد عدد المشتركين وعدد السكان في القطاع السكني كلما كان هناك زيادة في الطلب على الطاقة الكهربائية في واحة الأحساء بموجب علاقة طردية قوية وحصلت باقي القطاعات الاستهلاكية على قيم معاملات ارتباط قوية ومماثلة. وأظهرت نتائج التحليل الجغرافي القطاعي لطاقة الكهربائية أن منطقة خدمات الهفوف نالت المركز الأول بنسبة 55.73%من جملة الطاقة الكهربائية المستهلكة في واحة الأحساء. وجاء مؤشر نصيب المشترك من الطاقة الكهربائية يفوق مؤشر نصيب الفرد وذلك وفق تصنيف المشتركين في الطاقة الكهربائية قطاعياً وجغرافياً.