تتميز المنطقة الشرقية بالموارد الهيدروکربونية والثروات المعدنية الأخرى، انعکس ذلک على ترکز النشاطات الاقتصادية فيها والتي ارتبطت بالبترول والغاز الطبيعي بالإضافة إلى قطاع الصناعات التحويلية الذي يأتي بالمرتبة التالية مباشرةً من حيث الأهمية، لذا فهي بوابة المملکة لتحقيق أهداف رؤية 2030م کونها مرکزاً رئيسياً ومهماً للاستثمارات الوطنية (السعودية) والخليجية. وتضم المنطقة عدداً من المنشآت والمدن الصناعية، مما أحدث تحولاً کبيراً في قاعدتها الاقتصادية لاسيما المسار الصناعي، فترتب على ذلک زيادة الفرص الوظيفية أمام القوى العاملة الوطنية. لذا اهتمت هذه الدراسة بمعرفة تأثير توطين القوى العاملة على معدلات الإنتاج الصناعي بأساليب إحصائية مختلفة، وبتطبيق منهجية التحليل المکاني لتحليل توزيع القوى العاملة الصناعية على محافظات المنطقة الشرقية. استخدمت الدراسة المنهج الاستقرائي الاستدلالي لمعالجة البيانات الرقمية بالإضافة إلى التمثيل البياني والکارتوجرافي لإبراز تأثير توطين القوى العاملة على معدلات الإنتاج الصناعي. وتوصلت الدراسة إلى ارتفاع نسبة القوى العاملة في الدمام وکلاً من محافظات الأحساء والخبر والقطيف لأکثر من 70٪، وأن المتغير التابع (الإنتاج الصناعي) يتأثر بالمتغيرات المستقلة (رأس المال، والقوى العاملة، وحجم الطلبيات، وعدد الآلات) بنسبة بلغت 80٪. کما تبين من التحليل الاحصائي وجود علاقة طردية ما بين إنتاجية العامل والمتغيرات المستقلة باستثناء متغير الحوافز والمکافآت الذي يرتبط بعلاقة عکسية معه. وقد أوصت الدراسة بالعمل على إيجاد قاعدة وطنية من الکوادر الفنية المدربة على مختلف جوانب التصنيع والإنتاج مع التوسع في إنشاء الصناعات التي تتطلب أيدي عاملة کثيفة لاسيما العنصر النسائي.