تعد الزراعة العضوية أقدم طريقة اتبعها الإنسان على وجه الأرض للحصول على مستلزمات حياته الغذائية، حيث کان المنتج الطبيعي البري أکثر أهمية من المنتج البستاني، بما في ذلک الحيوانات البرية التي کانت المفضلة عن تلک المنتجة في المناطق المزروعة، وفي الثلث الأخير من القرن الماضي کان استخدام الکيماويات الزراعية لتخصيب التربة وحماية المزروعات وکذلک الأدوية والهرمونات والعقاقير البيطرية وتقنيات الهندسة الوراثية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية خصوصا في البلاد المتقدمة، بينما في هذا القرن بدا أن الاهتمام بالبيئة يأخذ حيزا ووعيا کبيرا لدى الإنسان وانه يجب تحفيز البدائل الطبيعية؛ وبناء علية کان للزراعة البيولوجية أو العضوية دور مرکزي في رد الاعتبار للبيئة الزراعية کقاعدة أساسية لتوفير الغذاء النظيف وذلک من خلال إرساء سياسة تنموية مستديمة وثقافية بيئية سليمة، مما يعني أن هذا النوع من الزراعة ليست حلما يراود طالبي الغذاء الخالي من الکيماويات الزراعية بل حقيقة ذات إنتاج يلمس في غالب بقاع الأرض وتجارة عالمية تقدر بالملايين سنويا، وأصبح لها التشريعات والقوانين اللازمة.