لقد ظهر مفهوم المدينة الذکية في عالمنا العربي مؤخرا وبدأ يأخذ حيزا في تفکير الحکومات والافراد معنا بغية الوصول الى هدفاً من أهدافه الذي يحاول تغيير صورة المدينة امام سکانها ومستخدمي خدماتها ، لعل منطقة الخليج العربي من ابرز البيئات التي حاولت احتضان المفهوم الجديد للمدينة والسعي للتحول الحضري السريع نحو تحقيق معدلات عالية من استخدام الذکاء الاصطناعي وتطبيقاته الحضرية المتنوعة لذا برزت بعض المدن الخليجية تصدرتها في هذا المجال کمدن دبي والشارقة والدوحة وبعض المشاريع العمرانية في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي التي أسست لتکون مشاريع تدار بالذکاء الاصطناعي والتقانة الرقمية ، وقد اختلفت دول المجلس في تبنيها لنوعية التقانه المستخدمة في مدنها التي يراد ان تکون اکثر ذکاءا فبعضها تبنت خيار المدينة الالکترونية کما في مدينة مصدر الإماراتية وأخرى تبنت خيار الحکومة الالکترونية کما في دبي وأخرى تبنت مشاريع عمرانية ذکية کما في الدوحة والرياض وهذا الاختلاف خلق نوعا من التنافس الحضري بين مشاريع تلک الدول في سرعة بلوغ الى(المدينة الذکية) وتطبيقها على ارض الواقع بنوع من الثقة والتحدي والمغامرة بالوقت نفسه وقد أظهرت نتائج تقييم التجربة ان المدينة الخليجية بقدراتها المادية واداراتها المعرفية هي المدينة العربية الاقدر على اظهار استجابة وتغيرا سريعا نحو تحقيق مفهوم المدن الذکية في منطقة الخليج العربي .