تعتبر الخريطة من أکثر الوسائل التعليمية المستخدمة في تدريس الدراسات الاجتماعية عامة، وذلک لأنها تساعد على فهم الظواهر الطبيعية والبشرية التي أثرت وتؤثر في حياة الفرد في الماضي والحاضر، وتعمل على تحقيق بعض الأهداف التربوية التي لا تستطيع وسائل تعليمية أخرى أن تقوم بها. لذا تعتبر الخرائط أداة عمل ووسيلة تعبير لمقررات الدراسات الاجتماعية، فالخريطة وسيلة أساسية سواء بالنسبة للاستکشاف، حيث تتيح إمکانية الاطلاع بشکل ترکيبي على مختلف عناصر المجال الجغرافي والتاريخي مما يسمح بتدقيق دراستهما ومعرفتهما، أو بالنسبة للتعبير عن نتائج الأبحاث المتعلقة بهذا المجال، فمن خلال الخريطة يمکن إبراز العلاقات للظواهر المختلفة الطبيعية والبشرية، کما يمکن للإنسان تأمل أودراسة سطح الأرض او جزء منه متخطياً حدود الرؤية المباشرة التي لا تمکنه من القيام بذلک. تستمد الخرائط أهميتها أيضاً من دورها بالنسبة للدراسات والأعمال التطبيقية، خاصة فيما يتعلق بإستخدام الأرض واستغلال الموارد وبتوزيع السکان. فالدراسات الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية والعسکرية لا يمکنها الاستغناء عن الخريطة سواء کأداة للدراسة أو کوثيقة لتخطيط المهام أوالمشاريع المختلفة فهي نافعة بشکل کبير للعديد من الأنشطة البشرية.وعلى الرغم من تزايد استخدام التکنولوجيا الحديثة في توفير ومعالجة وتوزيع المعلومات بدقة وسرعة، کما هو الحال بالنسبة لنظم المعلومات الجغرافية وأنظمة الرصد بالأقمار الاصطناعية والصور الجوية التحليلية، فإن الخريطة لم تفقد مکانتها، بل تزايد استعمالها في بعض المجالات کوسائل الإعلام، لأنها متعددة الاستعمال ، کما أن التمييز بينأنواع الخرائط والقدرة على قراءتها وتوظيفها والإلمام بتقنيات وضعها يسمح إذن باستخدامها في مختلف الميادين العلمية والعملية.