إنّ هذا الكمّ الهائل من الكتب التي ألّفها المعارضون للدعوة السلفية - منذ ظهور دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى وقتنا الحاضر - لهو خير شاهد على حجم العداوة التي واجهتها، كما أنّه يؤكد على أنّ الهدف من تلك الكتب لم يكن سوى التشويش على عقول المسلمين لإبعادهم عن فهم حقيقة دعوة الشيخ الإمام؛ ولذلك نجد أنّ أصحابها استعملوا أساليب الكذب والتحريف في مؤلفاتهم، وقد استفادوا مِن دعم مَن بأيديهم مقاليد الحكم في فترات تاريخية مختلفة. بَيْد أنّ الباحث المنصف يدرك أنّ التّهم التي أُلصقت بأتباع الدعوة السلفية لا تمتّ إلى الموضوعية بصلة؛ حيث إنّ المعارضين قد تنوّعوا في أساليبهم: فتارة يفترون الكذب عليهم، وتارة يلزمونهم بلوازم لا تتحملها أقوالهم، وتارة يحرّفون أقوالهم عن وجهها.. وفي معظم الأحيان نجدهم ينقلون التّهمة نفسها فيما بينهم عبر عصور متعاقبة؛ مما يعني أنّ القوم لم يكن لهم هدف سوى القضاء على الدعوة السلفية وأتباعها. أنأأ قد تمّ إثبات حقيقة مذاهب أتباع الدعوة السلفية - عن طريق نقل أقوالهم - في معظم القضايا التي اتهمهم فيها معارضوهم بما يخالف مذهبهم.