الجمال يکون في الصورة بحسن الترکيب يدرکه البصر، ويلقيه في ألقاب، فتتعلق به النفس من غير معرفة. وفي الأخلاق باشتمالها على الصفات المحمودة: کالعلم، والعفة، والحلم، وفي الأفعال: بوجودها ملائمة لمصالح الخلق، وجلب المنفعة إليهم، وصرف الشر عنهم. ومع هذا الحث على التجمل والزينة إلا أنها قيدت بقيود معينة سيأتي ذکرها في ثنايا البحث، وحيث إن الأنف من الأجزاء الظاهرة  والأساسية والجمالية في الوجه ؛ لبروزه وموقعه  هذا الموقع من  الوجه فإن أي تشوه في شکله يکون ملحوظا ومؤثرا في شکل الوجه کله کما أن موقعه بهذا الشکل البارز يجعله عرضة للإصابات المختلفة، وحيث إن جراحة تجميل الأنف أصبحت أکثر أنواع الجراحات التجميلية شيوعا، والهدف منها تغيير مظهر الأنف کليا أو جزئيا إما تصغيرا أو تکبيرا، وإما بإزالة البروز ، وتحسين بعض العيوب والتشوهات الخِلقِيّة (کاعوجاجه أو رفع أرنبته) رأيت من الأهمية بمکان أن أوضح حکم إجراء هذا النوع من الجراجات حلا وحرمة مع بيان الدوافع للإقبال على هذا النوع منها متبعا في ذلک المنهج الاستقرائي ثم الوصفي ثم الاستنباطي، وکان هدفي من هذه الدراسة فضلا عن بيان حکمها والدوافع الداعية إليها، بيان الأضرار والمنافع الناتجة عنها، ووضع القواعد والضوابط التي يمکن تطبيقها على هذا النوع من الجراحه.