يهدف هذه البحث إلى بيان نوع معاصر من أنواع الشرک، والذي تتجدَّد صوره، وتتنوَّع تطبيقاته عبر العصور. وقد انتشرت في زماننا هذا صورٌ متنوِّعة من التطبيقاتالتي ظاهرها مساعدة الناس في الوصول إلى ما ينشدونه من الصحة والسعادة والرزق، في حين أنها تتضمَّن أنواعًا معينة من الشرک، وتعتمد أصولًا فلسفية إلحادية؛ تمثّل خطورةً على معتقد من اغترَّ بها، وقد توقعه في أنواع من الشرک بالله U. ومن هذه الصور ما يسمىطاقة المکان (الفينغ شوي)، و الداوزينج ( البندول) وهي تطبيق ظاهره العناية بترتيب المساحات في البناء، والتصميم الداخلي والخارجي لها، والبحث عن ما في باطن الأرض من الطاقات السلبية, والايجابية. وحقيقته الاعتماد على فلسفة (الطاقة الکونية) بشکل يحقق ما يسمونه (التناغم مع الطبيعة)، ويسمح لـما يعتقدونه من (طاقة تشي) بالسريان في المکان المحدد بشکل يضمن للساکنين صحتهم البدنية والعاطفية! وقد أسفرت هذه الدراسة عن نتائج عدة، ألخصها فيما يلي:
- يظهر من خلال عرض تطبيقات الداوزينج ( البندول ) أنها في حقيقتها ممارسة للشرک المعاصر, الذي أُلبِس لباس العلم الحديث؛ فهي قائمة على الاستعانة بغير الله تعالى، والتوکل عليه، والخوف منه، ورجائه؛ فبممارستها يبتعد المسلم عن أصل العبادة، الذي هو الخضوع لله تعالى، والتذلل له والانقياد إليه.
- تظهر عقيدة (وحدة الوجود) ظهورًا لا خفاء فيه من خلال الاعتقاد بأن کل ما في الکون إنما هو صور وتجليات لطاقة (تشي) التي انبثق منها هذا الکون.
- يظهر في فلسفة الداوزينج (االبندول) قوة اعتماد الشخص على ذاته وقدرته على تغيير المحيط من حوله, وجلب ما يريده لنفسه؛ وهنا يظهر استغناؤه عن الله والانفراد بقوته وما فيها من خوارق – حسب زعمهم - ويظهر هذا جليًّا من خلال ممارسة الداوزينج , وقدرة الشخص على تغيير المحيط من حوله.